مع إحترامنا للعلم والعلماء ولكن العلم الحقيقي هو الذي يُُنجي الإنسان من النار ليدخلهُ الجنَّة .
فماذا يفيد العلماء أبحاثهم ودراساتهم وعلومهم إذا كانت لا تفيدهم في أخراهم .
كل إنسان منا يعيش لفترة محدودة وقصيرة على هذهِ الأرض ، وإذا ما لم يتم إستغلالها في التقرب إلى الله ونيل رضوانهِ فلا خير في علمهِ او عملهِ.
وإننا لنجد في دين الإسلام تشجيع وحث المسلمين على طلب العلم والمعرفة ولكن ضمن الإطار الذي يحفض للإنسان كرامتهِ ووجودهُ وآخرتهِ وهو الأهم.
كلنا يعلم جيداً بأن أغلبية علماء الغرب مصيرهم إلى النار لا لشيء سوى لكونهم حرصوا في علومهم على فتنة الناس وإبعادهم عن الحق المبين .
قد يقول قائل بأن فائدة العلوم الحديثة تفيد المسلمين ، ونحن نقول بان العالِم الذي لا يستطيع بعلمهِ وذكائهِ على إدراك الحق ومعرفة الخير والشر في الحياة ليهتدي إلى الإسلام لتكون جائزتهُ العظيمة في تجنيب نفسهِ لنار جهنم وفوزهِ بجنة الخلد التي أعدت للمتقين من عباد الله الصالحين ، فذلك العالم لا يستطيع أن يدل إلى الخير في علمهِ وفاقد الشيء لا يعطيهِ.
العلوم الوضعية مهما تطورت فإنها لن تغني عن الله في شيء .
وإنني لأدعوا الأخوة في الدعوة إلى تشكيل لجان ووفود تختص في دعوة العلماء إلى الإسلام ومحاورتهم ونصحهم ، لتكون جائزتهم الحقيقة والتي لا تقدر بثمن هي الجنَّة والنجاة من النار.
فسواء نوبل أو غيرها من الجوائز الكثيرة والعديدة لن تُنجي أحد من عذاب الآخرة ، وهنيئاً للعلماء الذين إهتدوا وعرفوا بعلومهم الطريق إلى الله ، ونأسف على العلماء الذين كانت علومهم مدعات إلى الغرور والتباهي والتكبر على خلق الله والإبتعاد عن الجنَّة ليكون مصيرهم إلى جهنم وبئس المصير.
يا إخوتي في الإسلام وفي العقيدة العلم الحقيقي والمفيد نجدهُ في القرآن والسنة المطهرة النقية ، والجائزة الحقيقية هي الجنَّة لقولهِ تعالى من سورة آل عمران ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)) إذا هذهِ هي الجائزة وهذا هو الفوز العظيم .
دعونا نقيم العلم والعلماء للحظة :
العلم الغربي هو من جلب الخراب والدمار بقنابلهِ النووية والفراغية والجرثومية ، وهو من جعل البشر جميعاً مرهون بقرار شخص مجنون واحد يمتلك قرار إطلاق الصواريخ النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل ، ليجعل هذا الشخص المجنون بأن يدس جيوشهُ في مستنفعات وخسائر في مواجهة المسلمين والتي سوف تكون خسارتهم وهزيمتهم وإضمحلال حضارتهم على أيدي المسلمين قريباً إن شاء الله .
إن من يُحارب الله ورسولهُ مصيرهُ إلى جهنم وبئس المصير .
العلوم الحديثة شأنهُا كشأن العلوم الفرعونية التي أدت إلى فناء الشعب الفرعوني وإلى الأبد عبسبب محاربتهم لله ورسولهُ ، وكذلك شأنها شأن العلوم الفارسية التي دفعت بجيوشها ومقدراتها لمحاربة مجموعة قليلة ولكنها مؤمنة من المسلمين فكانت نهاية حضارة فارس العظيمة ، وأيضاً شأنها شأن حضارة وعلوم الرومان الذين تقهقروا وإنهزموا أمام جيوش المسلمين القليلين العدد والعدة والمتسلحين بالإيمان والتقوى وإشتياقهم للجنَّة .
حضارة وعلوم العرب غزت القلوب قبل العقول .
1450 سنة من النجاح المتواصل والإيمان الراسخ في القلوب والعقول ، دين وعلم وإيمان وجهاد وتقوى وورع وسمو في الآداب والأخلاق .
أي علم وأي تكنولوجيا يمكن أن يحقق للعرب أو لأي شعب آخر ما حققتهُ العلوم الإسلامية والفكر الإسلامي المستنير ؟
العرب بالإسلام والقرآن أصبحوا منارة ينشدها جميع شعوب الأرض شمالها وجنوبها شرقها وغربها ، فأي علم ممكن أن يحقق هذهِ الإسطورة ؟
العلماء والمسلمون العرب يمنحون البشرية فرصة الخلود في الجنة مقابل ما تمنحهم البشرية من زينة وتفاخر .
ما يقومون به العلماء الحاليون وما قاموا فيهِ علماء الفراعنة والفرس والإغريق والرومان لن يغنيهم ولن يحصِّنهم من إنتشار الإسلام في جميع البلدان لتكون نهاية حضارة وعلوم الجهل والكُفر أمام ظهور حضارة وعلوم الإيمان والتقوى والدعوة إلى الحق المُبين .
هذا هو ديننا وهذهِ هي إنجازاتنا فأين هو دينكم وأين إنجازاتكم ؟
العلم المبني على الإيمان الراسخ بالله ورسولهُ سوف يسود على العلم المبني على الكفر بأنعم الله والجحود بفضلهِ .
وإذا كانوا العلمانيين يفرحون بجائزة نوبل الكافر وغيره ، فإننا نفرح بجائزة الله لنا بأن لنا الجنَّة إن شاء الله ولهم النار ، فهل هُناك من مقارنة بين جائزة نوبل وجائزة الله للمؤمنين الصابرين الموحدين .
أمَّا الذي يتكلم عن من الذي يضمن الجنَّة فالله الذي لا إله إلا هو يضمنها لنا بقولهِ تعالى في سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)).
هذهِ هي العلوم التي تنفع الناس وليست كعلوم الغرب الزائفة والوقتية لقولهِ تعالى في سورة الرعد ( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)).
فعلومكم إيها الغربيون زبد البحر ولسوف يذهب جفاءاً ، وعلوم الإسلام هي التي تنفع الناس فتستقر في قلوبهم ونفوسهم ودينهم ودنياهم وترافقهم في الدنيا والآخرة ، على الأرض وفي الجنَّة إن شاء الله ، لقولهِ تعالى في سورة آل عمران ( لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189)) .
فالجنة هي من نصيب المؤمنين الصادقين المخلصين لله ورسوله كما جاء في قولهِ تعالى في سورة الرعد (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35)).
هذا كلام الله وهذا قراره ومشيئتهُ وهذا فعلهُ وعلمهُ فأين علمكم وفعلكم وأين ضمانكم في دخولكم الجنة وإبتعادكم عن النار ، والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة وفضلة ورحمة .
وكل عام وأمة محمد بألف خير وسلام ، والسلام على من إتبع الهدى وإهتدى بهديه
محمد "محمد سليم" الكاظمي