"مغاربة الشتات"..وَصْفٌ قد يضيق به صدر البعض ممن لا يطيقون نعت بني جلدتهم الذين يعيشون في العديد من بلدان العالم بـ"الشتات"، لكن الواقع الراهن يؤكد شتات "مغاربة العالم"، فها هي بلجيكا تخطط لترحيل المهاجرين المغاربة غير الشرعيين إلى بلدهم، وقبلها فعلت ألمانيا وسويسرا.
[rtl]وبعد أن وافق الملك محمد السادس على ترحيل مهاجرين يقيمون بطريقة سرية بألمانيا إلى وطنهم، في مكالمته الهاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، "تشجعت" بلجيكا لتقدم طلبا إلى الرباط يروم قبول ترحيل المهاجرِين المغاربة "الذين يتواجدون في وضعية غير قانونية".[/rtl]
[rtl]ويبدو أن الآلاف من المغاربة باتوا يعيشون عهد "الشتات"، ليس في السويد وألمانيا وبلجيكا فقط، بل في بلدان عربية لم يكونوا في يوم من الأيام يعتقدون أنهم سيضطرون إلى طلب ترحيلهم، في ظروف عسيرة، إلى بلدهم الأم، مثل ما وقع للمهاجرين المغاربة في اليمن وليبيا.[/rtl]
[rtl]وصارت تحذيرات العديد من المراقبين، قبل سنوات خلت، من تحول المغاربة المقيمين في بلدان العالم إلى مجرد "شتات" تتقاذفهم الأيادي، وتتطاول عليهم القرارات، وترميهم السلطات إلى بلدهم الأصلي، (صارت) واقعا معاشا في عدد من البلدان، خاصة في خضم أزمة اللاجئين، وتفشي الظاهرة الإرهابية، خاصة في بلدان أوروبا.[/rtl]
[rtl]الدكتور محمد الزهراوي، باحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري، يقول إن موضوع "مغاربة الشتات"، بكل ما للمصطلح من حمولة سلبية، يعد من بين المواضيع المعقدة والمتداخلة، خاصة في ظل تنامي وتزايد أعداد المهاجرين المغاربة الشباب غير النظاميين إلى أوروبا بشكل غير مسبوق.[/rtl]
[rtl]وأفاد الزهراوي، في تصريح لهسبريس، بأن هذه "الظاهرة باتت تثير قلق وتخوف الدول الأوروبية، وتضع السياسات العمومية التي ينهجها المغرب في المجالات الاقتصادية والاجتماعية محل شك وريبة حول مدى فعاليتها"، مبرزا أن "هذا الوضع هو بمثابة مؤشر على فشل تلك السياسات".[/rtl]
[rtl]ولفت المحلل ذاته إلى أن الفئات الشابة تشكل نسبة مهمة في الهرم السكاني للمغرب، و"المفارقة أنه في الوقت الذي عملت فيه الحكومة على تعبئة كل طاقتها لإصلاح صندوق التقاعد، فإنها لم تعلن عن أي إجراء يدعم الطاقات الشابة، على الرغم من أسبقية هذا الملف على ملف التقاعد".[/rtl]
[rtl]وبالنسبة للمتحدث، فإن "تدفق المهاجرين المغاربة الشباب بشكل غير شرعي إلى أوروبا، عبر كل من تركيا واليونان، بوتيرة متسارعة، يطرح أكثر من علامة استفهام"، إضافة إلى أن الظاهرة تصبح أكثر تعقيدا والتباسا عندما يتقمص هؤلاء الشباب الراكضين وراء الحلم الأوروبي صفة "لاجئين سوريين".[/rtl]
[rtl]ويرى الباحث ذاته أنه "من الناحية السوسيولوجية، يمكن تفهم وجود عدد كبير من اللاجئين السوريين المتدفقين على البلدان الأوروبية، باعتبار أن البلد يعيش حالة حرب وفوضى. أما في الحالة المغربية، فالوضع مختلف كليا، حيث وفقا لمؤشر الدول الفاشلة، يعتبر المغرب خارج قائمة هذه الدول".[/rtl]
[rtl]الزهراوي أوضح أن المملكة، وبخلاف الوضع في سوريا، تعيش في استقرار وأمان، الأمر الذي يثير الاستغراب والتساؤل، "خاصة بعد تقديم المهاجرين المغاربة طلب اللجوء إلى بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا، وإنكارهم الجنسية المغربية، ورفضهم العودة إلى بلدهم".[/rtl]
[rtl]وذهب الباحث إلى أن هذا الوضع ينعكس سلبا على الصورة التي يسوقها المغرب أمام الأوروبيين كشريك يمكن الاعتماد عليه في الضفة الأخرى، مبينا أن ذلك "يستدعي دق ناقوس الخطر، وتدخل الحكومة، بشكل استعجالي، من أجل إعداد سياسات عمومية تضع في محورها وصلب اهتماماتها الشباب".[/rtl]
[rtl]حسن الاشرف[/rtl]