السوريون مشردون في إزمير بانتظار الوصول إلى اليونان – محمد عبد القادريواصل اللاجئون السوريون التدفق يومياً على مدينة إزمير في أقصى غرب تركيا تباعاً ذلك أنهم اتخذوها منفذاً للهجرة إلى اليونان التي أصبحت بدورها منفذ الراغبين بالهجرة إلى الدول الأوربية، غالبية المهاجرين من السوريين الواصلين إلى إزمير هم من الطبقات المتوسطة والفقيرة وهم يتوافدون على المدينة على شكل عائلات ومجموعات من الأصدقاء وتمنعهم أحوالهم المادية الصعبة من استئجار غرف في الفنادق أو بيوت، ذلك أنهم جمعوا كل مدخراتهم لتقديمها للمهربين الذين يتكفلون بايصالهم بالبلم البحري (قارب مطاطي) أو اليخت عبر البحر من ساحل إزمير إلى جزيرة كيوس أو رودوس أو غيرها من الجزر اليونانية القريبة من تركيا.
هؤلاء اللاجئون المتدفقون على مدينة إزمير التركية باتوا، بسبب أوضاعهم المادية المتردية، يفترشون عشب الحدائق وأرصفة الطرقات مع حقائبهم وأطفالهم بانتظار أن يحين موعد رحلة البحر نحو اليونان، فأغلب هؤلاء ليس لديه المال لاستئجار سكن في المدينة لحين موعد الرحلة ولا يملك في نفس الوقت قريباً أو صديقاً يبيت في بيته رغم وجود أعداد كبيرة من السوريين من المستقرين في مدينة إزمير.
واتخذ اللاجئون السوريون من حي باصمنلي وساحته التي تتوسطه منطقة مركزية لتجمعهم، حيث توجد في الحي فنادق رخيصة كما أن مهربي البشر عبر البحر يتجمعون في ساحة باصمنلي ليستطيع الراغبون بركوب البحر بهدف الوصول لليونان الوصول إليهم.
إلا أن وجود السوريين في إزمير لم يقتصر على هذا الحي، ولذلك فإن الذين لا يجدون مأوى لهم بتوجهون للنوم في ساحات الجوامع، ومما يلفت الأنظار أن بعض السوريين ينامون في أماكن ضيقة في ساحة جامع “تشوراب كابي” حتى إن بعضهم ينام على الرخام المخصص لتوابيت الجنازات.
وعبر القائمون على شؤون الجامع مراراً للاجئين السوريين عن استيائهم من ذلك الوضع، واشتكوا للمسؤولين من أجل إخراج اللاجئين من ساحة الجامع في ساعات النهار.
كما تحولت ساحة جامع الخاتونية في حي باصمنلي إلى مأوى للاجئين، فلم تبق مساحة فارغة ولو بمقدار متر مربع واحد، وأصبح اللاجئون ينامون في خيام خاصة بهم في ساحة الجامع.
ويكاد أهالي إزمير يصادفون السوريين في كل أزقة المدينة حيث ينتشر السوريون الهاربون من الموت بالآلاف في شوارع المدينة وأحيائها حتى بات بعض السوريين أخيرا يقيم في الأحياء البعيدة عن البحر والمتواجدة في المناطق الجبلية المحيطة بمدخل مدينة إزمير الشرقي.
وسيستمر تدفق السوريين بلا شك إلى إزمير حتى نهاية شهر أيلول المقبل حين سيتسبب اتفاع الموج المترافق مع بدء فصل الشتاء بايقاف رحلات اللاجئين السوريين نحو اليونان باستخدام البلم البحري (قارب مطاطي) واليخوت المهترئة التي لا تقوى على مواجهة امواج البحر العالية.
المصدر
http://www.algherbal.com/2015/07/25/2405/