أنا وأنت على الطريق التبرع بالمال يدخل السعادة إلى القلب سيدتي المستمعة، هل سمعت سيدتي بما صرح به أحد الرجال الأغنياء الملياردير الألماني ديتمار هوب في خبر نقلته الصحيفة العربية مؤخرا؟ قال تحت عنوان: إن التبرع يدخل السعادة إلى القلب. فتعالي سيدتي نستمع إلى ما جاء فيه: أكد الملياردير الألماني ديتمار هوب أن التبرع بالمال مسألة تدخل السعادة إلى قلب المتبرع. وقال هوب، أحد مؤسسي شركة (ساب إيه جي) للبرمجيات التي تُعد رابع أكبر شركة برمجيات في العالم : إنَّه لم يندم للحظة واحدة على الخطوة التي اتَّخذها قبل خمسة عشر عاما وتمثلت في تخصيص نصف ثروته لإقامة مؤسسة خيرية لمساعدة أطفال ومرضى ومسنين بأكثر من ٢٥٠ مليون يورو. وأكد رجل الأعمال الشهير في تصريحات لصحيفة بيلد الألمانية واسعة الانتشار- تصلني العديد من الخطابات من آباء تلقى أولادهم العلاج من خلال مؤسستي ومن أشخاص مسنين يشعرون بالامتنان. إنها تجربة إيجابية تجعلني أشعر بالسعادة. وتعقيباً على تعهد أكثر من ٤٠ مليارديرا أمريكياً بالتبرع بنصف ثرواتهم ومطالبة ساسة ألمان المليارديرات في ألمانيا بفعل الشيء نفسه قال هوب أيضا: على الساسة الذين يطالبون بهذا الأمر أن يفكروا أولا في كيفية بناء ثقافة تبرع مشابهة عندنا لما هي في أمريكا. وحول رأيه فيما إذا كان أثرياء ألمانيا يمكن وصفهم بالكرم أم بالحرص قال هوب: من الصعب الإجابة على هذا السؤال ولكنني أعتقد أنهم يميلون إلى الحرص. وهل تعلمين سيدتي أن أكثر النساء والأمهات هن معطاءات أيضاً؟ أي يحببن العطاء؟ ليس من مالهن فحسب بل من أوقاتهن وأنفسهن وحياتهن أليس كذلك؟ فالأم بطبيعتها معطاءة لأنَّها تهب نفسها وحياتها لأولادها وعائلتها. وهناك أمثلة عديدة نستطيع أن نقدمها في هذا المنحى لنساء فاضلات أعطين من حياتهن الكثير وضحين بالغالي والرخيص في سبيل أولادهن وعائلاتهن. ومؤخراً فقط سيدتي حضرت جنازة أو مأتما توفيت فيه امرأة فاضلة عاشت من السنين الكثير. كان فحوى كلام أولادها وبناتها وإخوتها عنها هو كم أنها كانت معطاءة تحب الآخرين وتهب كل من حولها مما عندها من كل القلب. ليس العطاء هو التبرع بالمال فقط، بل العطاء هو أشمل من ذلك بكثير. العطاء من النفس من القلب من الوجدان لكل من هو محتاج.