*أخى الحبيب ...
قلوبنا فى فاقةٍ لا تسدُها إلا محبةُ الله ، والإنابة إليه ، ودوام ذكره ، وصدق الإخلاص له ...!!
وقلوبنا فى شَعثٍ وتفرُقٍ وتشتُتٍ ، ولا يجمع شعث هذه القلوب إلا قُربها من الله تعالى .......!!
قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_::
((إنَ الله تعالى يقولُ :: يا ابن آدم تفرَغ لعبادتى ، أملأ صدرك غِنًى ةأسُدَ فقرك ، وإلا تفعل ملأت يديك شُغلاً ولم أسُدَ فقرك ))...
فالعبد متى تقرَب من ربه تعالى وانشغل به بَرَأ قلبُه وطهُر ....
قال "سليمان التيمى" (( إنَ الرَجل ليُصيب الذَنب فى السرَ قيُصبح وعليه مذلًتُه))...
فإذا أحسنت التوبة ، وأحسنت العمل ، والقُرب من الله تعالى ، عاد إليك القلب أفضل مما كان إن شاء الله ، وكلما تذكرت الذنب أحدثت له توبة وصلاة وصيام وصدقة وأعمال برٍ كثيرة ، وقرَبك ذلك إلى ربك تعالى ، هذا إن أحسنت التعامل مع ربك عزوجل ...
ولله دُر القائل ::
وصلاح الأجسام سهلٌ ولكن ***فى صلاح القلوب يعيا الطبيب..
أخى الحبيب ...
إنَ كثرة الطاعات قد تمحو أثر الذنوب والمعاصى ، فإن قيل ::
أيهما أفضل ::"" تذكُر الذنوب أم نسيانها""؟؟!!
قلنا :: الأفضل تذكُر الذنوب ، فتتذكرها حتى تنهض إلى طاعة الله ، وحتى تُكرر ندمك وتوبتك لله تعالى ، وتُحدث أعمال برٍ كثيرة ...
لكن :: إياك أن تتذكر الذنب :: فتستعظمه وتظن أن ذنبكم لن يغفره الله تعالى إن تُبت ورجعت إلى ربك ويسبب هذا لك((قنوطاً)) من رحمة الله ومغفرته ...
وإيَاك أن تتذكر الذنب ::لتعود إليه من جديد !!!
إنما تتذكر الذنب :: لتُحدث له توبة وندم وطاعة وعبادة وصيام وصلاة وصدقة وذكر وأعما برٍ كثيرة ...
تتذكر الذنب ، فتندم ، فيعينك على ذكر الله ، ويتوب الله عليك ، فتبدأ شخصاً جديداً ، تجتهد فى القرب من الله ...
أخى الحبيب ::...
إن العبد يحتاج إلى تكرار الوقوف بين يدى ربه فى كل حين ، فقد باع أصحاب الرسول _صلى الله عليه وسلم_ الدنيا بأسرها ، ولم ينظروا فيها إلى إمرأة عارية ...ولم يتعلقوا بصورةٍ فاضحة...ولا عرضٍ زائل ....ولم ينظروا إلى ألعاب مُسلية ليتمسكوا بها ويُضيعوا بها أوقاتهم ويُفتنوا بها حتى لا يستطيعوا فكاكاً منها ....ولم يتمسكوا بمالٍ فيتركوا الهجرة والصُحبة من أجله!!!
بل تركوا كل هذا :: نساءهم وأرضهم وذراريهم وشهواتهم وكل ما يملكون !!!
تركوه لله تعالى ، حتى لا يكون فى القلب إلا الله ولا انتماء إلا للإسلام دين الله تعالى ....
فما أحوجنا أن نترك لدين الله ، فنترك المعصية ونترك الذنب ، ونترك التقصير والتفريط فى الطاعات ، ونترك كل ما نحن عليه مما يُغضب ربنا تعالى ونتذكر قول رسول الله _صلى الله عليه وسلم ::
((من ترك شيئاً لله ، عوَضه الله خيراً منه))...
لكن أخى الحبيب ::..
ماذا تفعل وأنت فى حال الأمن والأمان والهدوء والرخاء والسكينة؟؟؟!!!
وكيف تقضى ليلتك إذا أرخى الليل ستوره ؟؟!!!
كيف تقضى خلواتك؟؟!!
وكيف يمر عليك سكون الليل إذا أغلقت عليك غرفتك ونامت العيون ، وخيَم الظلام ، وأمسيت وحيداً كأن أحداً لا يراك؟؟؟!!!
بل ::
كيف يقضى شباب أمتنا ليله؟؟!!
هل يقضيه فى القيام والقرآن والإستغفار بالأسحار؟؟!!!
أم يتجرأ على معصية الله ويُمسى وقد بارز الله بالمعاصى ولا يخاف من نظر الجبار إليه؟؟!!