admin المؤسس ومدير المنتدى
دولتي : تاريخ التسجيل : 08/06/2013 عدد المساهمات : 3758 نقودي : 6856 الساعة الان : الموقع : منتديات ورد مزاجي : ondit toujours ça va pour éviter les pourquoi تعاليق : شكرا لمن يلتمس لنا العذرقبل أن نعتذر
ولمن يقدر ضروفنا قبل أن نشرحها
ولمن يتقبلنا رغم عيوبنا
فأسوأ الناس في حياتنا
من يغضب منا فينكر فضلنا
ويفشي سرنا
ويقول عنا ما ليس فينا
بطاقة الشخصية لوحة التحكم:
| موضوع: الاحتفال بمولد خير الأنام حلال أم حرام؟؟ الإثنين ديسمبر 12, 2016 4:30 pm | |
| الاحتفال بمولد خير الأنام حلال أم حرام؟؟ مما ابتُليت به أمّتنا في هذا الزمان الحزين الإسراع في إصدار الأحكام من غير خوف من غضب الرحمن، فهذا إمام دار الهجرة مالك بن أنس رغم سعة علمه إلاّ أنّه لم يكن يقول عن أمر أنّه حرام ببساطة وسرعة مثلما يحدث في هذا الزمان لكنه كان يكثر من عبارة أكرهه بدل أحرمه. خوفا من القول على الله بغير علم ( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ) 116النحل
و من المسائل الخلافية منذ قرون ولن تُحلَّ بمقال أو كتاب حكم الاحتفال مولد خير الأنام محمد (عليه الصلاة والسلام) . هل هو من السنة و القربات أم من البدع والمحدثات؟ وكثيرا ما يقع الخلاف في الحكم نتيجة الاختلاف في المصطلح، لذا ما المقصود أولا بالاحتفال؟ قبل التطرق إلى الحكم.؟ إذا كان المقصود هو تخصيص يوم مولد النبي(صلى الله عليه وسلم) بالغناء والرقص والأكل والإسراف في اللهو كالمفرقعات من غير ذكر لسيرته وتجديد العهد على التمسك بشريعته فهذا لا شك في أنه ضلالة. أما إن اجتمع قوم في مسجد أو قاعة أو بيت لتذكير الناس بسيرته وتحفيز الهمم لإحياء سنته واجتناب تقليد أعدائه والتحذير من مؤامرات الغرب في طعنهم للحبيب فلا حرج في ذلك وإن شاء الله سيكون لأصحابها ثواب على حسب نياتهم ،
العلماء المانعون كثيرون من السلف والخلف اعتمدوا في منع المسلمين الاحتفال بمولده بأدلة معتبرة منها قوله صلى الله عليه وسلم [ مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ] البخاري والمولد من البدع المحدثة التي لم تكن في عهد الصحابة الذين هم أعلم الناس بالإسلام وأشدهم حبا لخير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام وبذلك حكموا عليه بأنه بدعة ورسولنا أخبرنا أنّ كل بدعة ضلالة. وعلماء كثيرون أيضا من السلف والخلف نظروا للمسألة من زاوية مختلفة وأجازوا للأمّة أن تفرح بمولد نبيّها الأعظم وتُجدّد حبها وتمسّكها بسنته خصوصا في وقت الضعف والغربة كما حال عصرنا حيث ضعفت همّتنا والتزامنا وتكالب الأعداء علينا وعلى حبيبنا وما أحداث الدانمرك عنّا ببعيدة . فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رغم تشدده المعروف في رفض البدع ومحاربة دعاتها إلاّ أنه لم يبدى تشددا واستنكارا حول الاحتفال بالمولد، فهو يرى أن أصل الاجتماع على المولد مما لم يفعله السلف ولكن الاجتماع على ذلك يحقق مقاصد شرعية كما ورد في كتابه [ إقتضاء الصراط المستقيم ] [ ... فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم، لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدّد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن أحد الأمراء أنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك، فقال: دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب، أو كما قال. والعلامة الموسوعة الإمام السيوطي من المجيزين فقد ألف كتاب سمّاه (حسن المقصد في عمل المولد ) وهذه بعض فقراته: [ ... عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه، وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيها من تعظيم قدر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف . وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي قال: ( المحدثات من الأمور ضربان، أحدهما: ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة، أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة، والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان نعمت البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى هذا آخر كلام الشافعي. ) وهو أي المولد وما يكون فيه من طعام من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول، فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان فهو من البدع المندوبة كما في عبارة ابن عبد السلام. وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل أحمد بن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه .. أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا، قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا: "يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى" فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعم، أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر، بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة وفيه ما فيه، فهذا ما يتعلق بأصل عمله. وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهد المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخر، وأما ما تبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال ما كان من ذلك مباحا، بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم ولا بأس بإلحاقه به، وكما كان حراما أو مكروها فيمنعه وكذا ما كان خلفا الأولى.)
قال السيوطي تعليقا على كلام ابن حجر: ـ (وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عق عن نفسه بعد النبوة، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع يوم لولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين، وتشريع لأمته كما كان يصلى على نفسه لذلك، فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات، ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى [عرف التعريف بالمولد الشريف] ما نصه: قد رؤي أبو لهب بعد موته فقيل له ما حالك؟. قال في النار إلا أنه يخفف عني كلي ليلة إثنين وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا وأشار لرأس أصبعه وإن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبإرضاعها له، فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحة ليلة مولد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به ، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم. الخلاصـة: من كان مقتنعا ببدعية المولد من أتباع علماء السعودية فمقالنا لن يغيّر فيه شيء. ومن كان من المحتفلين بالمولد فهذا نقول له تجنب الإسراف في الأكل والشرب وكذا شراء ما لاحاجة إليه كالشموع والمفرقعات مع ضرورة تذكير الاهل ببعض شمائل المصطفى وحثهم على الاقتداء به واجتناب تقليد الأعداء ومقاطعة سلع الدانمارك. ويبقى أعظم احتفال بالمولد هو اتباعه طوال العام وليس في ليلة واحدة ثم ينسه بقية العام . إن حب النبي صلى الله عليه وسلم واجب دائم ودليل حبّ الله يتوقف على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى
( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (32) / آل عمران .
أبو أيوب الجزائري | |
|