قال تعالى : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) (يوسف:108)
و قال النبي صلى الله عيه و سلم: (( لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم
لقد كان الداعية في السابق ينزل إلى الناس في منتدياتهم و مساجدهم و أسواقهم لدعوتهم إلى الله تعالى و قد اختلف هذاالأمر اليوم بتطور الوسائل التكنولوجية الحديثة فأصبحت شبكة المعلومات العالمية (( الإنترنت)) وسيلة رائعة جدا للدعوة إلى الله تعالى فقد أصبح الإنترنت اليوم مرجعا لكل باحث عن معلومة معينة و ملاذا لكل طالب علم ديني أو دنيوي ، لقد كان من الصعوبة فيما مضى الحصول على معلومات صحيحة و شاملة عن الإسلام في كثير من بلدان العالم أما اليوم فقد اختلف الوضع تماما و صار الإسلام يقتحم بيوت الناس و معاهدهم بل و غرفهم الخاصة وكانت النتيجة أن أسلم كثير من الناس في شرق العالم وغربه
كما إن الدعوة عن طريق الانترنت أكثر سهولة ويسر وأقل تكلفة وجهد من طباعة الكتب وتسويقها كما إنه يوفر على الباحث مشقة وعناء البحث في المكتبات وبين الكتب وبما أن الإنترنت في أحيان كثيرة ليس وسيلة احتكاك مباشر بالناس فإن هذا الأمر يعطي مرونة كثيرة للدعاة كما يوفر لهم الوقت لإعطاء الإجابات الصحيحة فيما لو سئلوا عن أي مسألة يجهلون حكمها فيسهل عليهم البحث أولاً ثم الإجابة
الدعوة إلى الله عبر الإنترنت توفر على الدعاة مشقة السفر والوصول إلى الناس في كل بلاد العالم حيث إن الداعية يستطيع إنشاء موقع إسلامي بلغات عديدة ويكون به مكتبة شاملة عن كل ما يخص الإسلام ويكون به قسم للرد على أي استفسار ويكون به من أسماء الموضوعات التي تشد انتباه الزائر وتجذبه كما إنه من الممكن أن تتم الدعوة إلى الله عن طريق المحادثات ( الشات ) باسلوب شيق مع إعطاء الحجج ولن يأخذ هذا من وقتنا الكثير لكن ثوابه إن شاء الله عظيم
فتخيل معي أخي الكريم إن هناك إنسان واظب على قيام الليل أو صوم النوافل أو يكثر الذكر ويتصدق ويقوم بأعمال الخير أكثر منك ولكنك تأخذ مثل ثوابه لا ينقص من أجره شيء وذلك بسبب دعوتك له فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء
فهيا بنا نستفيد من الإنترنت ونستثمر وقتنا في الدعوة إلى الله بدلا من تصفحه فيما لا يفيد بل ويغضب الله - والعياذ بالله - فلا نبخل على أنفسنا ونقتنص الأجر العظيم إن شاء الله