عندما أكلّمك عن المعاصي والابتلاء..
فإنني أقصد نفسي قبل أن أقصد النفس التي بين جنبيك..
وأخاطب بكل صدق قلبي قبل أن أخاطب ما بين أضلعك..
إني أتوخّى النصح لي ولك ..
لكي نعالج عجزنا وغفلتنا
ونستعِدَّ ليومٍ اللهُ فيه سائلي وسائلك..
سأركّز معك القول على ابتلاء
هو بين الشباب قد عمّ ،
وفي الأهواء قد طمّ..
إنه إدمان
مواقع الاباحة والصور الخليعة
ومشاهدة الأفلام السيئة القبيحة
ولا أقصد في ذلك بيان حكم الشرع في المسألة..
فإنه ممّا لا يختلف فيه اثنان أن حُكمَ ذلك
صار كالمعلوم من الدين بالضرورة..
ولو لم يكن في ذلك سوى
قوله عزّ وجلّ
" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم "
لكفى أهل القلوب الحيّة وعظا وزجرا..
* * * * * * *
سأكتب لك كلمات يا أخي
وأنا شاب مثلك... لعلّ الله
أن يكتب لي أجر النصح
ويكتب لك أجر الاستجابة
وكلما ذكرت لك شيئا... ذكّرْتُكَ بعده بقوله تعالى:
" فستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله "
* * * * * * *
سأطلب بكلماتي هذه فقط رقة قلبك
وسأخاطب "قدر الله" في نفسك
وسأخطب ودَّ نبلك وأصالتك !!
فلربّما تحرّك واعظُ الإيمان في فؤادك
وانزاح غطاء الغفلة عن عقلي وعقلك..
ونتعاون معا حتى لا يشملنا قوله عز وجل
" وما قدرو الله حق قدره.."..
المواقع الإباحية مصيبة عمّت بها البلوى
بين الشباب ومعهم بعض من اشتعل رأسه شيبا
ولا حلّ لهذه المعضلة
إلاّ بمعرفة حجم المعصية
وقدر من تجرَّأنا عليه...
ثم اتباع الهدي الذي جاءنا به
خير الأنام عليه السلام في ذلك
** إنها الجرأة على الله **
- جرأة على الله الكريم المنعم وعلى حدوده ومحارمه ،
أنعم علينا الكريم سبحانه بعينين كريمتين حبيبتين
فهل يليق أن نتجرّأ بهما على الله ونعملهما
فيما نهى عنه ... أنعصيه سبحانه بنعمه؟؟
- وضع فينا سبحانه شهوة وحدّ لها حدودا ...
أفَـيـستقيمُ أن نتجرّأ على حدوده وننتهك محارمه؟
لا تقولوا أن الأمر يتوقف على مجرد النظر ..
فما يتبع النظر أسوأ وأخطر، فلا تظلموا أنفسكم ،
والله يقول :
" ومن يتعدّ حدود الله فقد ظلم نفسه"
- جرأة على مناهضة هدي الله ..
ومن يشاهد أكيد سيساعد على نشر الرذيلة
بين أقرانه... وإن أسرّ أمره وأخفاه عنهم
فستفضحه ملامحه
وستظهر على تصرفاته
والله تعالى يقول :
" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة
في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة "
* * * * * * *
أليس في كلّ هذا جرأة كبيرة على الله ؟؟
" فستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله ".
تُرى لماذا كلّ هذه الجرأة أخيّ؟
مهلا أخيَّ .....لن أفسّرَ الجرأة بغياب الإيمان ..
بل إنني أخاطب فيك هذا الإيمان نفسه أن يسمع
أعلم أنها شهوة ولذة وطلب للمتعة
ولكن وظف عقلك معي هنا للحظات
أترضى أن تستبدل الفاني بالباقي؟
أترضى بمتعة عابرة.. موهومة ...يتبعها
أسى دائم ونكد في الحياة وعذاب في النار؟؟
لا أظن أن هناك عاقلا ...
يضحِّي بالخالد ويطلب زائلا
فكّر معي وتذكّر :
" فستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله "
أليس هذا سوء تفكير
عندما تظن يا أخي أنك حين تختلي بنفسك
وتوصد الأبواب على نفسك أنك قد أخفيت
غدراتك وفجراتك عن الذي يعلم السرّ وأخفى؟؟
انتبه فالله معك حيث تكون ..
وعلمُهُ يحيط بك حيثما تتواجد..
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحـســـــــــــــــــبن الله يغفــــــل ســـــــاعة ....ولا ان ما تخفي عنه يغيــب
* * * * * * *
أخي تدارك قبل فوات الأوان ..
وتخيّل أن خاتمتك تكون
على ما تشاهد وتناظر..
تخيل أن ملك الموت يزورك
وأنت تتنقل بين القنوات الخليعة ..
تخيل أن روحك تقبض في اللحظة
التي تبلغ فيها أنت ذروة شهوتك ،
ولا تنسى الفضيحة في الدنيا قبل الآخرة...
هل خطر مثل هذا على بالك ؟؟
أم تُراك أخي ما زلت غافلا ..والله إن الأمر جلل
* * * * * *
واستعن في سعيك وعزمك بالصلاة
لأن الله يقول :
" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"
والزَم ذكر الله
فإن القلب الذي يذكر الله لا تغلبه الأهواء
* * * * * * *
أسأل الله أن يخلص نيّتي في حروفي