الدنيا لا شئ أمام الآخرة
قصة أعجبتني فيها عظة وعبرة
وما حقيقة الحياة الآخرة من خلال القرآن الكريم؟ فالله عز وجل يصف الحياة الدنيا بأنها ذات عمر قصير، ومتاع قليل، قال تعالى:
﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ﴾
[ سورة الروم: 55]
رياضياً أي رقم مهما يكن كبيراً تصور واحداً في الأرض و أصفاراً للشمس، وكل مليمتر صفراً، كم هذا الرقم؟ هذا الرقم إذا وضع صورة لكسر عشري والمخرج لا نهاية فقيمته صفر، الدنيا لا شيء أمام الآخرة، الآية الكريمة:
﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ﴾
[ سورة الروم: 55]
يرفض الزواج من إبنة الملك ليتزوج الخادمة
دار غرور، الشيء الذي فيه الغرور له حجم كبير، وواقع ضئيل، قال تعالى:
يحكى انه كان هناك ملك ...
له ملكوت كبير جدا وفيه من الخدم والحشم والجنود ما لا يعد ولا يحصى
وكان لديه وزير مخلص جدا في عمله ومطيع لهذا الملك في كل اوامره
فاراد هذا الملك ان يكافئه فقرر ان يزوجه ابنته وكانت بنتا جميلة جدا جدا لا تضاهيها فتاه أخرى في جمالها
وفرح الوزير فرحا شديدا عندما علم انه سيتزوج ابنة الملك
ولكن هذا الملك اشترط على الوزير ان يجهز قصره في مده اقصاها شهر واحد فقط ( اى ثلاثون يوما لا غير)
وقال الملك للوزير ساعطيك خادمة من عندي كى تخدمك وتعينك على امور تجهيز قصرك وبالفعل اخذ الوزير هذه الخادمة
وذهب الى قصره لتساعده في تنظيمه
ولكن في اليوم التالي اعجب الوزير بهذه الخادمة
فقرر ان لا يخرج من قصره الى عمله ابدا بل طلب منها ان تبقى معه طوال عمره
ولكن هذه الخادمة اشترطت عليه اذا ارادها لنفسه ان يقوم بحملها على كتفه طوال اليوم حتى اذا جاء الليل فليفعل بها مايشاء
ووافق هذا الوزير على شرطها .
واسفاه ..
وافق ان يكون خادما للخادمة
وبالفعل ظل كل يوم يرفعها على كتفيه طوال اليوم حتى اذا جاء المساء
امسى متعبا جدا ولم يستطيع فعل اي شئ سوى ان ينام
وهكذا ظل على حاله 30 يوما يخدم خادمته ويرفعها على كتفيه حتى انقضت المهلة
وللاسف
لم يستطع تجهيز قصره
وبالتالي حرمه الملك من ان يتزوج ابنته.
ما أخيب هذا الوزير
الذي باع ابنة الملك الجميلة بهذه الخادمة !!!!
هذه القصة هي مثال مصغر لحال الدنيا
فالخادمة هي الدنيا التى نرفعها على اكتافنا كل يوم
ونحمل هم الرزق
وهم العلم
وهم العيش
وننسى ذكر ربنا
وأما تنظيم القصر هو تنظيم حياتنا وفقا لسنة نبينا الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم
أما ابنة الملك فهي الجنة "عرضها السماوات والارض"
باعها ابن ادم من اجل الدنيا التى هي في الاصل خادمته
وسخرها الله تعالى لخدمته
أما الثلاثون يوما فهي عمر الانسان القصير جدا في هذه الحياة الدنيا
ولم يتبق منه الا ذكر الله
أما ملك الملوك فهو ربنا الذي بيده ملكوت كل شئ
والذي لا إله غيره
هذه القصة عبرة لمن اراد ان يعتبر
ولمن اراد ان يجهز قصره قبل فوات ايام عمره القصيرة
حتى يفوز بابنة الملك
وليفوز بجنة عرضها السموات والارض