لا تطعني أخوتنا بخنجر الغضب ...


تطعني أخوتنا بخنجر الغضب

فينزف القلبُ نهرا من الدماء القانية !

تطعني أخوتنا بخنجر الغضب


** كلنا نخطئ ** :

في هذهِ الحياةِ التي نعيشها يوما بعد يوم و شهرا تِلْوَ شهر كلنا معرضون للخطأ و الزلَلْ ما دمنا بشرْ .

فما بالنا إذ أخطأ أحدنا رميناهُ بسهامِ الشتائمِ والمقتْ فضلا عن نظراتِ الإزدراء ، و وجَّهنا لهُ كلماتٍ قدْ برزَتْ عضلاتُ القسوةِ فيها تارةً تلطُمْ و تارةً تلكمْ !!
و الأدْهى و الأمرّ حينَ ننْسِفُ جبالَ الأخوةِ في الله و الصداقةِ والحبْ .... الخضراء .. المليئةِ بالعشبْ ... بلحظةِ غضبْ !!
فننسى في تلك الثواني والدقائق اليسيرة كل ما سبق ، كأنما أشعل الغضبُ نارا عظيمة في داخلنا أحرقتْ الأخضر و اليابسْ و ازدادتْ تمردا و عتِيَّا

تطعني أخوتنا بخنجر الغضب

** هي لحظة ** :

نعمْ هي لحظةٌ كغيْرِها من اللحظاتْ ستذهبْ و تجيئُ أخرى تمشي بأرجلها نحوَ حتفها و مصيرها طوعا أو كرها ، ولكن ( لحظة الغضب ) هي مقياسٌ لأمورٍ عدة منها :

1- في لحظة الغضب نعرف و يُعرف عنا مدى تمسكنا وتطبيقنا لتعاليم ديننا العظيم ، فكما نعلم الحديث الموجود في الأربعين النووية حين طلب الرجل من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه فقال له النبي : ( لا تغضب )
فردد الرجل مرارا ، فقال ( لا تغضب ) ، بمعنى أن وصية النبي صلى الله عليه وسلم له لم تتغير بالرغم من أنه أعاد الطلب مرارا ، لتكون الفائدة المستخلصة من التكرار : بيان خطورة الغضب وما يترتب عليه من مفاسد عظيمة .

2- لحظةُ الغضبْ يدٌ قوية تنتشلُ القناع من وجوهنا لتصرُخَ شمسُ الحقيقةِ فاضحةً هويتنا .

نعمْ غاليتي فليسَ الشديدُ بالصرْعة إنما الشديدُ الذي يملِكُ نفسهُ عند الغضبْ .

3- لحظة الغضب مرآةٌ جليّة تعكسُ صورةً مباشرة أخلاقنا ، و في الوقتِ نفسهْ هيَ تُرْجمانٌ صادقْ لحسن أو سوءِ الأخلاقْ .

تطعني أخوتنا بخنجر الغضب


** الندمْ ** :

وهو الإبنُ العاق لتلك اللحظة ... ( لحظة الغضب ) .

فحينَ وقعَ الغضبْ و تحركَ بعضُ غلمانهِ ينفذُُ أمرهْ حملتْ تلكَ اللحظةُ و لكنها لم تشعرْ ببوادرِ الحمْلِ مطلقا بيْدَ أنها تفاجَئَتْ و جُنَّتْ حين جاءها المخاضْ ... ليَخْرُجَ ذاكَ الابنُ الذي يضربُ والدَيْهِ كل يومٍ بسوطِ الألمْ !!

هذا فقطْ لمنْ كانَ قلبُهُ حيًّا يُقَبِّلُ فيهِ كلَّ صباحٍ و مساءْ جبينَ رجلٍ مهيب ناصعَ البياضْ بَدْرِيَّ المُحَيَّا يسمى .... ( الضميرْ ) .

أما أصحابُ القلوبِ الميتة فهمْ يقتلونَ الطفلَ قبل خروجهِ للحياة و يسارعون بإتمام مراسيم الدفن قبل أن تشعرَ بقية الأعضاء بذلك .

تطعني أخوتنا بخنجر الغضب


** أحرفٌ من القلبْ ** :

إليكِ أختي المسلمة ... إليكِ صديقتي و حبيبتي ... إليكِ أمي و جنتي ... إليكِ خالتي و عمتي و جدتي ......
إليكن جميعا أقولْ :
لا تغضبي .... فالغضبُ إنما هو خصمٌ قوي يقامُ بينكِ وبينهُ صراعٌ على حلبةِ الوقتْ ، قوَّتُكِ في تلكَ اللحظة ( دينكِ و أخلاقكْ ) ، و قُوَّتُهُ ( جمرةٌ يلقيها الشيطانُ فيه فتضخمَ لهُ أمور لا معنى لها ك عزةُ النفس والكرامة واسترداد حق ) ... فإيَّاكِ ثمَّ إيَّاكِ أن تخسري أمامهْ .

تطعني أخوتنا بخنجر الغضب


** فصيلة دمٍ واحدة ** :

إننا نحنُ المسلمونْ نمتلِكُ دما واحدا فصيلته واحدة وإن تعددتْ هي (لا إله إلا الله ) .
فإن أساءتْ إحدانا إلى الأخرى أو تدخلت في أمورها الخاصة... فلتخاطبها باللتي هي أحسن ، فهي في الأول و الأخير بذورا نزرعها نحن بأيدنا سنجدُ ثمرتها حتما في النهاية إن خيرا فخير ، و إن شرًّا فشرْ.

فالكلمات القاسية الفظة لن تقدمَ شيئا بل ستزيد الأمر سوءا و ربما تطعنُ حبًّا و تنسِفُ جبالَ ودْ !

فما بالنا نبني جبالَ الإخاءِ طوبةً طوبة ثمَّ نهدِمُها بطرفةِ عينْ !!


علينا إذنْ أنْ نتَرَيَّثْ و نفكِّرَ مليًّا و نتحلى بالحلمِ والأناة ... عندها بلا شكْ سيموتُ الغضبُ كمدا قبلَ أنْ يُولدَ ابنهُ و يُولدْ معهُ الألمْ .

...............

قلم أعجبني فنقلته لكم ..حبي وودي لكم

بارك الله في جهودكم التي نعجز أن نوفيها حق شكرها ..
أسأل المولى الكريم أن يبارك في علمكم وعملكم ..