ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺁﻻﺀ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﺒﻬﺎ
ﺑﻜﺎﻟﻮﺭﻳﻮﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ - ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ - ﺟﻨﻴﻦ -
ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠّﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠّﻪ ﻗﺎﻝ:
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺟﻞٌ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﺷﺘﺪَّ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻄﺶُ. ﻓﻮﺟﺪ ﺑﺌﺮﺍ ﻓﻨﺰﻝ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﺸﺮﺏ، ﺛﻢ ﺧﺮﺝ، ﻓﺈِﺫﺍ ﻛﻠﺐٌ ﻳﻠﻬَﺚُ، ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﺜَّﺮَﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺶ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: "ﻟﻘﺪ ﺑَﻠَﻎَ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻠﺐَ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﻣﺜﻞُ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﻲ ".
ﻓﻨﺰﻝ ﺍﻟﺒﺌﺮَ، ﻓﻤﻸ ﺧﻔَّﻪ ﻣﺎﺀً، ﺛﻢ ﺃﻣﺴﻜﻪ ﺑﻔﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺭﻗِﻲ ﻓﺴﻘﻰ ﺍﻟﻜﻠﺐ. ﻓﺸﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ، ﻓﻐﻔﺮ ﻟﻪ.
ﻗﺎﻟﻮﺍ: "ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠّﻪ، ﻭﺇﻥ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﺃﺟﺮﺍ؟ ". ﻓﻘﺎﻝ ": ﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﺒِﺪ ﺭﻃﺒﺔ ﺃﺟﺮٌ". ( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ)
ﻟﻘﺪ ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻭ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺧﻼﻳﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺴﻮﺍﺋﻞ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ, ﻭﻗﺪ ﻗﺪﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ 70 ﻭ85% ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ, ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﻬﻀﻢ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎﺀ ﻳﻜﻤﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﻬﻀﻢ, ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﻀﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﺘﺨﺮﺝ ﺑﺎﻟﺒﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺒﺮﺯ.
ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻧﻘﺼﺖ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺪﺍﻉ ﻭﺍﻷﺭﻕ ﻭﻋﺴﺮ ﺍﻟﻬﻀﻢ ﻭﺍﻹﻣﺴﺎﻙ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻳﺨﺘﻞ ﻭﻳﻀﻄﺮﺏ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻴﻪ, ﺛﻢ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺑﺎﻟﺠﻔﺎﻑ ﺣﻴﺚ ﺗﺠﻒ ﺧﻼﻳﺎﻩ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﻋﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺫﻟﻚ.
ﻭﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻋﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻟﻠﺨﻠﻴﺔ ﺃﺑﺪﺍ, ﻭﺃﻫﻢ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻫﻮ (ﺍﻷﻟﺒﻮﻣﻴﻦ) ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻨﺘﺠﻪ ﻋﻀﻮ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﻫﻮ (ﺍﻟﻜﺒﺪ).
ﺍﻟﻜﺒﺪ ﻫﻮ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺒﻠﻎ ﻭﺯﻧﻪ ﻛﻴﻠﻮ ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﻜﻴﻠﻮ .ﻭﻳﻘﻊ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﻦ ، ﻭﻳﺤﻤﻴﻪ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﺍﻟﺼﺪﺭﻱ .ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺈﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺨﻠﻴﺼﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻕ ﻭ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺼﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﻭﻳﺔ ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ . ﻭﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺼﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﻫﻀﻢ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ ،ﻭ ﺍﻟﻬﺮﻣﻮﻧﺎﺕ ﻭﺍﻷﻧﺰﻳﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﻋﻤﻞ ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﺘﺠﻠﻂ ﺍﻟﺪﻡ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻋﻦ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻜﻮﻟﻴﺴﺘﺮﻭﻝ ، ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻡ ، ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻟﺘﺨﻠﻴﺼﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻭﺑﺪﻭﺭﻩ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻷﻟﺒﻮﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻷﺳﻤﻮﺯﻱ ,ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﺪﻡ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﺒﺎﺳﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺴﺠﺔ. ﻭﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻦ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺣﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ , ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﺒﺎﺱ ﻳﺆﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ..!!
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺆﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﻭﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻨﻴﻊ ﺑﺮﻭﺗﻴﻦ ﺍﻷﻟﺒﻮﻣﻴﻦ..!
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ..ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺑﺮﻭﺗﻴﻦ ﺍﻷﻟﺒﻮﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺭﻃﻮﺑﺔ ﺍﻟﺠﺴﻢ, ﻓﺎﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻤﺎﺀ (ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ) ﺗﻘﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﻟﺒﻮﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺩﻣﻪ , ﻭﺗﺮﺗﻔﻊ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ.
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻦ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺭﻃﻮﺑﺔ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺃﻭ ﺟﻔﺎﻓﻪ..!
ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ "ﻛَﺒِﺪ ﺭﻃﺒﺔ... " ﻛِﻨﺎﻳﺔٌ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ, ﻭﺍﻟﻜِﻨﺎﻳﺔ ﺃﻥ ﺗُﻄْﻠِﻖَ ﺍﻟﻠﻔﻆَ ﻭﺗﺮﻳﺪ ﻻﺯﻣَﻪ.
ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻬﻢ "ﻓﻼﻥ ﻛﺜﻴﺮُ ﺍﻟﺮَّﻣﺎﺩِ"، ﺃﻱ ﻫﻮ ﻛﺮﻳﻢ. ﻓﻼﺯﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ، ﻫﻮ ﻛﺜﺮﺓُ ﺇِﻳﻘﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻜَﺜْﺮَﺓ ﻣﺎ ﻳُﻄْﺒَﺦُ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻵﻛﻠﻴﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﺩﻟﻴﻞُ ﺍﻟﺠُﻮﺩِ ﻭﺍﻟﻜَﺮَﻡ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻑ ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ ﺭﻣﺎﺩﻩُ ﻛﺜﻴﺮﺍً. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﺮُّﻃُﻮﺑﺔ ﻫﻨﺎ ﻻﺯﻡُ ﺍﻟﺮُّﻃﻮﺑﺔِ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﺇِﺫْ ﻛَﺒِﺪُ ﺍﻟﺤَﻴَﻮﺍﻥِ ﺍﻟﺤَﻲِّ ﺭَﻃْﺒَﺔٌ ﻭﺇِﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺟَﻒَّ ﺟِﺴْﻤُﻪ ﻭﺟَﻔَّﺖْ ﻣﻌﻪ ﻛَﺒِﺪُﻩ.
ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : "ﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﺒﺪ ﺭﻃﺒﺔ ﺃﺟﺮ" ﻣﺠﺎﺯ ﻣﺮﺳﻞ، ﻋﻼﻗﺘﻪ: ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﻜَﺒِﺪَ ﺍﻟﺮَّﻃْﺒَﺔ، ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤَﻴَﻮﺍﻥَ ﺍﻟﺤَﻲَّ، ﻓﺄﻃﻠﻖ ﺍﻟﺠُﺰْﺀَ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻜـﻞَّ.
( ﻭَﻣَﺎ ﻳَﻨﻄِﻖُ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻬَﻮَﻯ (3) ﺇِﻥْ ﻫُﻮَ ﺇِﻟَّﺎ ﻭَﺣْﻲٌ ﻳُﻮﺣَﻰ (4) ﻋَﻠَّﻤَﻪُ ﺷَﺪِﻳﺪُ ﺍﻟْﻘُﻮَﻯ( (5)