بسم الله الرحمن الرحيم
القارىء الكريم ، تناولنا في تمهيد هذا الكتاب أمرين أساسين يلزم معرفتهما جيداً ، أولهما هو "منهج الداعى الحكيم و أوصافه" وهى إضافة لم تكن بالطبعة الأولى ، والأمر الثانى هو أحكام الجمعة من يوم وخطبة وصلاة
وقد تناولنا فى كتاب "الهجرة ويوم عاشوراء" : أحداث الهجرة من مكة إلى المدينة بكل تفصيلاتها ، وأفضنا في بيان الآيات القرآنية التي أشارت إليها بحسب ما فتح الله واستلهمنا منها العبر التي تنفع المؤمن في حياته فرداً وجماعة حيثما كان ، وأخذنا من مجتمع المهاجرين والأنصار الأسس والقيم والمثل التي تصلح المجتمعات وبينا كيفية تحقيق ذلك في مجتمعاتنا المعاصرة ، كما لم نغفل يوم عاشوراء وألمحنا إلى الكيفية الصحيحة للاحتفاء به
ولا يفوتنا أن نذكر بأن أحداث الهجرة تمت في شهر ربيع الأول فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجراً يوم الإثنين الأول من شهر ربيع الأول ودخل المدينة المنورة يوم الإثنين التالي فكانت فترة الهجرة أسبوعاً
أما السر في جعلها في بداية العام الهجري فيرجع ذلك إلى عصر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث جاءته بعض رسائل من القاده والولاه مختومة بعبارة كُتب في رجب مثلاً ؛ فقال رضي الله عنه: أيُّ رجب؟ هذا العام أم السابق؟ ثم جمع رضي الله عنه أصحابه واستشارهم فى إتخاذ تأريخ للمسلمين ، وكان العرب يؤرخون من قبل بالأحداث العظيمة كحادثة الفيل
فاقترح البعض أن يؤرخ بميلاد النبي أو وفاته ، واستحسن سيدنا عمر رضي الله عنه أن يبدأ التأريخ الإسلامى بهجرة النبي لأنها البداية الحقيقية للدولة الإسلامية ، ولما كانت السنة الهجرية تبدأ بشهر المحرم جعله أول العام الهجري الأول وكان ذلك بداية التقويم الإسلامي العربي القمري والذي تنبني عليه الشهور العربية والأحكام الشرعية، ومن ثم جرى الإحتفال بذكرى الهجرة أول العام فى شهر المحرم ، وإن كانت الهجرة ذاتها تمت فى شهر ربيع الأول
أسأل الله تعالى التوفيق والسداد والهدى والرشاد وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم ، وأن يجزى خير الجزاء كل من ساهم أو شارك فيه من البدء للختام حتى وصل للقارىء الكريم بهذه الصورة الطيبة ، كما أسأله سبحانه أن يسامحنا فى كل قصور أو تقصير خالطه ، وعذرنا فى ذلك كما قال الأولون أن الله تعالى أبى أن يكون كتابٌ صحيحاً إلا كتابه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم