أمير الاحساس عضو فعال
رقم العضوية : 60 تاريخ التسجيل : 22/03/2014 عدد المساهمات : 239 نقودي : 397 الساعة الان :
| موضوع: فلسفة الشرور والآفات الإثنين أغسطس 18, 2014 10:08 am | |
| فلسفة الشرور والآفات ((العقائد في القرآن)) المقدّمة من المسائل المتعلقة بمبحث العدل مسألة الشرور والافات والتي كانت محل تساؤل منذ القدم وهي أنه تعالى إذا كان عادلاً لا يظلم مثقال ذرة، فلماذا وجدت البلاءات والمصائب والافات التي ظاهرها الشَّر في العالم؟ لماذا الاختلاف في الخلق، شخص جميل واخر قبيح أو طويل وقصير والبعض فقراء والبعض أغنياء وغير ذلك مما يتراءى لنا أنه نقص وعيب وشرٌّ وما إلى ذلك؟ ونجيب على هذه المسائل بذكر الآيات التي تبيّن فلسفة الشرور والافات: 1- توهم الشر والخير إن الإنسان باعتبار ضعفه وجهله قد يتوهم ما غايته خير شراً وما نهايته شر خيراً، فينظر إلى ظواهر الأمور وبداياتها ولا ينظر إلى عمقها ونهاياتها وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون﴾(البقرة:216). فما يراه الإنسان أو ما يشعر به ليس هو دائماً المعيار الحقيقي لفهم المصلحة الحقيقية للفرد والمجتمع، فرب شيء نحبه وفيه شر كثير على صعيد الفرد أو المجتمع أو الأمة، وكذلك رب شيء نكرهه وفيه المصلحة الكبرى للفرد أو الأمة واللَّه تعالى هو المحيط بخفايا الأمور ولا يستطيع البشر مهما بلغ وعيهم وفطنتهم إلا أن يفهموا جانباً من تلك الخفايا والمصالح البعيدة في الأحكام، فعلى المؤمن أن يعتقد أن كل الأحكام الصادرة من اللَّه تعالى هي لصالحه، تشريعية كانت كالصلاة والصوم والجهاد والزكاة، أم تكوينية كالموت والبلاءات والاختلاف في الخلقة والألوان، ويجب أن يصل إلى مرحلة التسليم للَّه تعالى حيث يقول: ﴿ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾(النساء:65) لأن ما توصل إليه الإنسان من العلوم والاكتشافات لأسرار هذا الكون إنما هو النزر اليسير يقول تعالى: ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾(الإسراء:85). ويؤكد القران الكريم هذه المسألة في قوله تعالى: ﴿وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾(ال عمران:157). فإن الكثير من الآلام هي في واقعها خير والإنسان أخطأ عندما اعتبرها شراً، فملاك وحقيقة الخيرية وعدمها ليس بموافقتها للرغبات. وذكر القرآن الكريم صورة أخرى معاكسة وهي أن الشيء قد يكون بالنظر السطحي خيراً ولكنه في الواقع شر وبلاء وفتنة وسبب لسوء العاقبة، يقول تعالى: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا اتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ﴾(ال عمران:180). ويقول تعالى: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾(ال عمران:178). 2- المصائب والابتلاءات - أساس المصائب إنَّ المصائب الفردية والاجتماعية التي تصيب البشر هي وليدة سوء الاستفادة من الحرية والاختيار، يقول تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾(الروم:41). ويقول تعالى: ﴿مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِك﴾(النساء:79). ولو اتبع أهل الدنيا القوانين الإلهية لاختزلوا في حياتهم كثيراً من الالام والبلاءات لذلك يقول تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى امَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾(الأعراف:96). فاستفادة الإنسان من حريته بشكل سيِّئ نتيجتها الحتمية ستكون سيئة بالنسبة له أيضاً. يقول تعالى: ﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون﴾(الشورى:30). - مصائب الكافرين هذا النوع من المصائب يعتبر في نظر القرآن الكريم عقاباً على كفرهم وفسادهم وانحرافهم كالطوفان الذي أخذ قوم نوح عليه السلام، والتيه الذي وقع فيه بنو إسرائيل عندما اتخذوا العجل إلهاً، أو العذاب الذي أصاب قوم إبراهيم ولوط، عليهما السلام وكذلك عذاب عاد وثمود وقارون وفرعون وهامان وغيرهم. يقول تعالى: ﴿فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾(العنكبوت:40). وجزاء اللَّه سبحانه وتعالى وعقابه قد يكون عاجلاً وقد يكون اجلاً، وجعل لكل أمة موعداً يقول تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً﴾(الكهف:59) واللَّه تعالى يستدرجهم ويمهلهم ليزدادوا إثماً حيث يقول تعالى: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾(آل عمران:178). ولكن فرحهم لن يدوم طويلاً وسيأتيهم العذاب بغتة لتبقى الحسرة في قلوبهم ﴿حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَة﴾(الأنعام:44). - ابتلاء المؤمنين البلاء هو امتحان واختبار الدنيا هي دار ممر وامتحان وبلاء واللَّه تعالى يختبر فيها الناس بالخير وبالشر ليجزي الصابرين والعاملين، يقول تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَة﴾(الأنبياء:35) ويقول تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا امَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾(العنكبوت:2-3). وفي حديث أن أمير المؤمنين عليه السلام مرض، فعاده قوم فقالوا: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال عليه السلام: أصبحت بشرّ. قالوا: سبحان اللَّه هذا كلام مثلك؟! فقال عليه السلام: يقول تعالى ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون﴾(الأنبياء:35) فالخير الصحة والغنى، والشر المرض والفقر ابتلاءاً واختباراً1. الابتلاء تأديب للمؤمن قد يكون ابتلاء المؤمن للتأديب والتذكر دائماً، لما في البلاءات من العبر والمواعظ، يقول الإمام الصادق عليه السلام: "ما من مؤمن إلا وهو يذكَّر في كل أربعين يوماً ببلاء، إما في ماله أو في ولده أو في نفسه فيؤجر عليه، أو همٌّ لا يدري من أين هو"2. الابتلاء تطهير لذنوب المؤمن وقد يكون بلاء المؤمن تطهيراً لذنوبه، يقول الإمام الكاظم عليه السلام: "للَّه في السراء نعمة التفضّل وفي الضراء نعمة التطهّر"3وعن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "السُّقم يمحو الذنوب"4. ويقول أيضاً صلى الله عليه وآله وسلم: "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا أذى ولا هم حتى الهم يهمّه إلا كفّر اللَّه به خطاياه"5. * عقائد قرآنية, إعداد ونشر جمعية المعارف الثقافيه, ط1, كانون الثاني 2006م, ص 57-64. المصادر 1- الدعوات للراوندي، ص168. 2- بحار الأنوار، ج67، ص237. 3- نفس المصدر السابق، ج78، ص165. 4- نفس المصدر، ج67، ص244. 5- نفس المصدر، ج81، ص188. 6- بحار الأنوار، الجزء 15، القسم الأول، ص56، منقول عن الكافي، الطبعة الحجرية.
| |
|
امين شخصية هامة
دولتي : رقم العضوية : 75 تاريخ التسجيل : 29/03/2014 تاريخ الميلاد : 01/08/1985 العمر : 38 الحاله الاجتماعيه : متزوج العمل/الترفيه : مهندس عدد المساهمات : 1231 نقودي : 1924 الساعة الان : الموقع : http://www.ahladalil.net/ مزاجي : عادي
بطاقة الشخصية لوحة التحكم:
| موضوع: رد: فلسفة الشرور والآفات الثلاثاء أغسطس 19, 2014 7:46 pm | |
| يعطيك العافيه علي الطرح الجميل مانتحرم من إختياراتك الرائعه ودي وأحترامي ابو المجد | |
|
الفلكي محمد شخصية هامة
رقم العضوية : 73 تاريخ التسجيل : 29/03/2014 تاريخ الميلاد : 17/04/1961 العمر : 62 العمل/الترفيه : اعلامي متقاعد * باحث فلكي عدد المساهمات : 805 نقودي : 1243 الساعة الان : مزاجي : حزين
| موضوع: رد: فلسفة الشرور والآفات الجمعة أغسطس 22, 2014 9:02 am | |
| آللهم صلي وسلم وپآرگ على سيدنآ وحپيپنآ وقآئدنآ وشفيعنآ محمد وعلى آله وصحپه وسلم ملىء آلسموآت وآلأرض وملىء مآپينهمآ بارك الله بكل جديد منك ننتظر المفيد دوما جزاك الله خيرا
| |
|
زيدان مشرف اداري
رقم العضوية : 94 تاريخ التسجيل : 05/04/2014 الحاله الاجتماعيه : أعزب عدد المساهمات : 1003 نقودي : 1529 الساعة الان :
بطاقة الشخصية لوحة التحكم:
| موضوع: رد: فلسفة الشرور والآفات السبت يوليو 08, 2023 12:55 am | |
| [size=37]بارك الله فيك مجهود رائع وموضوع متميز[/size] | |
|