الدستور - ماجدة ابو طير
شهر رمضان هو شهر الخير هكذا يصف الناس رمضان المبارك، حيث تكثر فيه أعمال البر التي تقوم بها المؤسسات الخيرية في المجتمع بمختلف أنواعها ونشاطاتها.وأصبح من الملاحظ بشكل واضح في السنوات الأخيرة زيادة نشاط الأعمال التطوعية النسائية إدارةً وتنفيذًا في شهر رمضان المبارك، وهي تشهد إقبالا متزايدًا في أعداد المنتسبين إليها، سواءً كانوا متطوعين أم مستفيدين ويرجع السبب في ذلك إلى مهارة النساء في تحديد الاحتياجات الأسرية أكثر من الرجال ويميزهم العمل المقنن والتصنيف الدقيق.
وتتنوع الأنشطة الخيرية النسائية بتنوع الاحتياجات والقدرات، فنجد أن هناك جماعة خيرية تختص بتقديم السلات التي تحتوي على المواد الغذائية الأساسية للأسر مثل الدقيق والأرز والزيت والشوربة والمشروبات وهناك من يقمن بتوفير الأجهزة والأدوية الطبية للمرضى ومجموعات أخرى تجهز سُفر إفطار الصائمين وتوزعها على المساجد وأخريات يجهزن الوجبات الغذائية لتوزيعها من خلال الشباب على العمالة والمارة في الطرقات.
أفكار متنوعة
أبدت ام ابراهيم النجداوي وهي ام لخمسة شباب مدى سعادتها ومجموعتها بقدوم شهر الخير ومدى جاهزيتهن واستعدادهن لتقديم المعونات للأسر المحتاجة بكل حبٍ وتفانٍ. وكشفت ام ابراهيم عن الأنشطة التي تقوم بها المجموعة، وهي عمل سلات غذائية للأسر أو تقديم كوبونات شرائية بمبلغ معين تستطيع الأسر شراء ما يلزمها من حاجيات من بعض المراكز التجارية الكبرى والمعروفة التي تتعامل بهذه الكوبونات، كما أوضحت أن العمل التطوعي الذي يقومون به يمتد إلى عيد الفطر، فهناك برنامج كسوة العيد والذي يتم التجهيز له في شهر رمضان الكريم.
عمل مهم
اما سهى منجي فهي ترى ان التطوع من قبل النساء مهم جدا كونها شريكة الرجل في بناء المجتمع والاسهام في حل مشاكله، تقول سهى :» يجب ان يكون التطوع في كل ايام السنة وان لا يقتصر في شهر معين، واكثرية الناس يتبرعون ويسهمون في التطوع في شهر رمضان وهذا امر مؤسف وحتى يكون التطوع له اثر ويحل مشاكل جذرية في المجتمعات مثل الفقر والعازة وغيرها يجب ان لا يكون مرتبط بشهر معين بالسنة، الجيد في النساء انهن على دراية تامة بمتطلبات المنزل ويستطعن تقدير حاجة كل منزل بشكل دقيق، وانهن ملتزمات بالخطط التي نضعها».
وتضيف سهى :» لقد بدأنا فكرة التطوع انا وصديقاتي من الجامعة وبالفعل بدأنا بتحضيرات طوال السنة وبالفعل نجد تجاوب من قبل الناس وخاصة الناس المقربين لنا لانهم يعرفون من نحن، وتبرع عدد كبير من الجيران ان يعمل على ايصالنا على منازل المحتاجين بسيارته، وقد قسمنا الايام على اسماء الاشخاص المتطوعة بالنقل وبالفعل الحمدلله ان طريق الخير سهل جدا والله يبعث لنا دوما متبرعين واشخاص يسهلون علينا طرق الوصول للاجر».
تطوع روحاني
أما على الصعيد الروحي فهناك سيدات ينظمن المحاضرات الدينية والتوعوية بالاشتراك مع مجموعة من الداعيات اللواتي تطوعن لإلقاء الندوات دون مُقابل في المساجد والمنازل والدُور النسائية يستهدفن بها المرأة ويتم الإعلان عنها عبر العلاقات الشخصية ووسائل التواصل الاجتماعي.وتبين فادية حسن :» تسلط هذه المحاضرات الضوء على كل ما يكفل للمرأة المسلمة الفوز بالأجر المضاعف في رمضان من صدقات وتعامل واغتنام لفرص العبادة وصلة الرحم وعدم الإسراف في المأكل والملبس وغيرها من السلوكيات السليمة التي تهم كل سيدة ترغب في معرفة كيف تستثمر نفسها لطاعة الله في رمضان الذي لا يقارن بأي شهر آخر».
وتضيف فادية :» يجب ان نغتنم هذا الشهر من اوله لاخره، والجميل بهذا الشهر ان هنالك عددا كبيرا من الفتيات لم يلتحقن في البرنامج الصيفي للجامعات ومن هنا زادت اعداد المتطوعات، ننظم حلقات الذكر في المساجد واحيانا بعد الافطار في المنازل ونخصص وقت يوميا للدعاء وقراءة القرآن ويجب ان نختم القرآن كل فترة معينة ولا يقتصر الامر على ذلك بل نحاول ان نتفقد العائلات المحتاجة المحيطة بنا هل تحتاج لحاجيات معينة وايضا ان كان للعائلة اطفال فنمنح الام ما يقدرنا عليه من اجل شراء ملابس العيد من الان، حتى تنتفع من المبلغ ولا تقع في شبكة الغلاء التي تحدث للملابس قبيل العيد بايام».
مقبول بشروط
بينت الاخصائية الاجتماعية رانية الحاج علي:» أن التطوع بكل أنواعه لاسيما النسائي منه أمر مرغوب ومرحب به من قبل المجتمع خاصةً أن النساء يستطعن الدخول إلى المنازل والتحدث مع ربات المنازل والكشف عن كثب عن الاحتياجات وتحديدها، وأفضل المتطوعات النسائية هي التي تقوم على التبرع الداخلي للمجتمع، حيث إنها تبرعات ملموسة يستطيع المتبرع أن يعرف سير الصدقة إلى أين بكل سهولة من خلال لمس آثار هذه الأعمال التطوعية على الأسر وفي المساجد والطرقات».
وتبين الحاج علي: «ان استمرارية العمل التطوعي مقبول بشروط وهي ألا يتم تحديد مبالغ من المتصدق وترك المجال مفتوح لمقدرة كل شخص كما أنه من الأوجب أن تكون الصدقة للمجتمع المحيط والابتعاد كل البعد عمن يجمع الصدقات بحجة إفطار صائم في دول أخرى أو حفر آبار في مناطق نائية لدول فقيرة أو بناء مساجد أو غيرها من التبرعات التي تستهدف المستفيد الخارجي، حيث أنها تولد الشك في النفس خاصةً وأن هنا من هو أحوج إليها من غيره، ومن الشروط الواجب توفرها في المجموعات التطوعية ألا يقتصر جمعها للتبرعات على المال بل تستقبل المعونات العينية مثل الملابس والأثاث والأجهزة الكهربائية والطبية والأدوية وغيرها، كما يفضل أن تطلب من المتبرعين ترشيح أُسر محتاجة يفضلون أن تذهب صدقاتهم إليها من باب التعاون وزيادة الاطمئنان والمصداقية، خاصةً أننا شهدنا كثيرًا حالات اختلاس أموال دون وجه حق وتمويل جهات مشبوهة بسبب التبرعات المجهولة».