يقسم مرضى السكري من حيث قدرتهم على الصيام خلال شهر رمضان إلى قسمين:
1- المرضى الذين يمكن أن يصوموا: وهم المرضى الذين لديهم سكري خفيف، ويمكن لهم أن يسيطروا على نسبة السكري في دمهم من خلال الحمية أو بعض منظمات السكر وهؤلاء لا مشكلة لهم في الصوم، ويمكنهم أن يصوموا.
2- المرضى الذين يجب أن لا يصوموا أبداً: وهم المرضى الذين لديهم سكري شبابي أو الذين يأخذون الأنسولين لفترة طويلة، وأولئك الذين لديهم اضطراب دائم في مستويات السكر، بحيث يكون السكر لديهم غير منضبط، ويكونون في سن متقدمة، ولديهم أمراض واختلاطات السكري الأخرى، مثل: قصور الكلى وقصور القلب، وغيرها من الأمراض المرافقة للسكري والناتجة عن تراكم سنوات الإصابة بالسكري، وهؤلاء يفضل أن لا يصوموا من الناحية الطبية، ونطلب منهم عدم الصيام.
مخاطر صوم مرضى السكر:
من وجهة نظر طبية، لدينا معضلة مع المرضى الذين يجب عليهم عدم الصيام، حيث إن نسبة كبيرة جداً من هؤلاء المرضى الذين نطلب منهم عدم الصيام، يصومون خلال شهر رمضان، مع العلم أنهم يأخذون الأنسولين بنسبة كبيرة، ولديهم مشكلة في ضبط السكر، وهؤلاء المرضى بحال إصرارهم على الصيام، فإننا نطلب منهم أن يقوموا بتعديل مستوى الأنسولين، بحيث يتم تأجيل أخذ جرعة الأنسولين الصباحية إلى ما بعد الإفطار (المغرب)، وجرعة الأنسولين الخاصة بالليل عند السحور.
كما نطلب منهم تخفيض نسبة الأنسولين بحدود 10 إلى 30% حسب حالة كل مريض. كما ننصح مرضى السكر الصائمين بإجراء قياس مستوى السكر بشكل متكرر خاصة بحال ترافق مع أعراض نقص السكر، كالدوخة والرجفان أو التعب العام، أو الشعور الغريب، وخاصة اختلاف الحالة العقلية، لذلك يجب على هؤلاء المرضى قياس مستوى السكر حال إحساسهم بأي عارض أو شعور غريب.
كما ننصح هؤلاء المرضى دائماً بأن يفطروا حال حدوث أي عارض من أعراض نقص السكر، حتى ولو بقي دقيقة لأذان المغرب. فيجب عليه أن يفطر ولا ينتظر أبداً.
ما خطر الاستمرار بالصيام مع وجود أعراض نقص السكر..؟؟
الكثير من المرضى يصبح لديهم السكر غير منضبط خلال وبعد رمضان، رغم أن مستوى السكري في الدم لديهم يكون مستقر قبل رمضان. فقد يكون قبل رمضان بحدود 150 تقريباً، ليصبح بعد رمضان بحدود 250 إلى 300.
وهناك خطورة كبيرة جداً على الشخص المريض بحال تعرض لحالات نقص السكر واستمر بالصيام دون أخذ علاج أو إفطار، إذ قد يفقد الوعي، أو تصيبه حالة من الصرع، وقد تؤدي إلى الوفاة لا سمح الله. وخاصة المرضى كبار السن ومن لديهم أمراض مرافقة.
كما أن صيام هؤلاء المرضى قد يؤدي إلى القصور الكلوي خاصة في الساعات الطويلة من الصيام، في البلدان الحارة. لذلك حال حدوث أعراض السكر أو نقصه أن يتم الإفطار مباشرة ودون أي تأخير.
الإفطار المباشر:
بحال تعرض مريض السكر لأي عارض من أعراض نقص السكر خلال صيامه، فيجب أن يأخذ المريض كمية من العصير أو المواد التي فيها سكريات، وتكون سائلة عادة ليتم رفع مستوى السكر في الدم بسرعة.
ويفضل أن يأخذ أي نوع من أنواع عصير الفواكه التي تحتوي على سكريات أحادية، مثل: عصير البرتقال أو عصير التفاح، وبمقدار كوب واحد أو كوبين.
ماذا يتجنب مريض السكري على مائدة الإفطار :
يجب أن يأخذ مريض السكر على مائدة الإفطار بعض تمرات وكوب من العصير، ثم يقوم إلى الصلاة، وبعد الصلاة يمكن أن يبدأ بتناول وجبة الإفطار.
بشكل عام ننصح مريض السكر أن يتناول في رمضان أغذية تكون فيها نسبة الكربوهيدرات من نشويات وسكريات 50% تقريباً من مجمل الأغذية التي يتناولها، وأن تكون نسبة المواد الدسمة بحدد 25% تقريباً، والباقي يكون بروتينات.
ولا ننصح هؤلاء المرضى بتناول المواد الدسمة بكميات كبيرة، وخاصة الحلويات المركبة الجاهزة المباعة في السوق، والتي تحتوي على كميات عالية من السكريات والدسم، لأنها تؤثر على مستوى السكر في الدم، وكذلك تؤثر بشكل عام على انضباط السكر خلال شهر رمضان المبارك.
نوم مرضى السكري خلال رمضان:
بعض مرضى السكر ينامون خلال نهار رمضان المبارك، وقد يأخذون هذا حجة للصيام، ولكن الكثير من مرضى السكر لا يشعرون بأعراض نقص السكر خاصة مع طول تعرضهم للسكر، وعلى الأخص وهم نائمون، مع العلم أن نقص السكر أحياناً يؤدي إلى فقدان الوعي مباشرة، وبالتالي لا نعرف إن كان المريض نائماً أم فاقداً للوعي، وهذا يشكل خطورة كبيرة على مريض السكر.
فرغم أن مريض السكر بحال نام خلال نهار رمضان يكون في راحة كبيرة، وبعيداً عن الإجهاد والتعرض للشمس، إلا أنه بحال أراد الصيام خلال رمضان فيجب أن يكون جالساً في المنزل، ويكون لديه أحد معه في المنزل، خاصة إذا نام. وبحال تعرض لأي عارض من أعراض مرض السكر فيجب عليه أخذ العصائر مباشرة.