تسأل أمهات كثيرات عن السن المناسبة لقيام أطفالهن ببعض الأمور وحدهم من دون مساعدة أحد. متى يجب أن يرتدي ثيابه وحده؟ متى يمكن السماح له بالاستحمام وحده؟ متى يمكنه الدخول إلى الحمام وحده؟
يرى اختصاصيو علم نفس الطفل، أن تعليم الطفل تدبر شؤونه وحده يكون على مراحل وغالبًا بين السنتين والثلاث سنوات حين يصبح قادرًا على القيام بطقوس الحياة اليومية، أي الأكل وارتداء الملابس والذهاب إلى الحمام والاغتسال... وهذه المرحلة رئيسية لتعليم الطفل الاستقلالية في التصرّف.
فهو في هذه السن يبدأ بإدراك أن له كيانًا مستقلاً ويصبح قادرًا على مواجهة ما يقابله في الحياة من صعاب، كما يصبح قادرًا على التفكير وواثقًا بنفسه.
وبمساعدة الأم طفلها على تدبر أموره وتحفيزه على الاستقلالية، تمنحه أجنحة الحرية. فتعزيز استقلاليته في سن مبكرة، كالسماح له بتناول طعامه بيديه وارتداء ملابسه بنفسه وبحرية الحركة، يطوّر ذكاءه وينمّيه، مما ينعكس إيجاباً على أدائه المدرسي.
فمن الملاحظ أن التلميذ الذي اعتادت والدته القيام بهذه الأمور بدلاً منه، يتدنى أداؤه المدرسي إلى حد ما، ربما لأنه يتعامل مع العلم بالطريقة نفسها التي يتعامل بها مع الأدوات، وبالتالي يحتاج دوماً إلى تدخّل من الخارج. فيما يرفض بعض الأطفال الاستقلالية لأنهم يخشون الانفصال عن والدتهم.
- متى يمكن الطفل الاستحمام وارتداء الملابس؟
بين الخمس والست سنوات يكون الطفل قد أصبح قادرًا على تحمل المسؤولية وإدارة شؤونه، ففي إمكانه الاستحمام وحده وارتداء ملابسه بدون مساعدة والدته.
وفي المقابل على الأم أن تعزز استقلاليته بأن تتركه يفعل ما تعلّمه وإن استغرق وقتًا طويلاً لتنفيذ مهمة وحده. فمثلاً عليها أن تتركه يختار ملابسه وحده حتى إن لم يعجبها ذوقه. فالطفل يبدأ ببناء شخصيته من خلال هذه الأمور التي تبدو بسيطة بالنسبة إلى الأهل.
ولكن يتطلّب ذلك صبر الأم وطول بالها. لا يجوز مثلاً منعه من استعمال الملعقة لأنه يأخذ الكثير من الوقت أو لأنه يلوّث ثيابه. فهذا يجعله يعزف عن القيام بذلك.
كما يمكن الأم تعليمه طريقة ارتداء زوج جوراب وتمييز القدم اليسرى عن القدم اليمنى، والإمساك بالكوب دون إيقاعه.
أما بالنسبة إلى الاستحمام يمكن الطفل ما بين الخمس والست سنوات أن يستحم وحده شرط أن تبقى والدته إلى جانبه لتدلّه على طريقة الإغتسال، ولتجنب أي حادث قد يحصل أثناء الإستحمام مثل الانزالاق في الحوض، أو فتح صنبورة الماء الساخنة.
- متى يمكن السماح له باجتياز الشارع؟
بدءًا من السابعة يمكن الطفل اجتياز الشارع وحده، ففي هذه السن بدأ يدرك معنى الخطر. ولكن كي يتمكن من التنزّه وحده واجتياز شارع تعبره سيارات بشكل دائم على الأهل والطفل أن يشعروا بالثقة.
لذا عليهم التأكد أن طفلهم يعرف اللحظة المناسبة لاجتياز الشارع، ويفهم إشارات السير. ولتعليمه ذلك يمكن الأب أن يقف على الرصيف في الجهة المقابلة ويطلب من ابنه أن يجتاز الشارع وحده بعدما علّمه معنى إشارة السير.
فهذه التجربة تطمئن الأهل والطفل قبل أن يترك وحده يقوم بهذا الأمر، كما تساعد الأهل في معرفة متى يكون طفلهم مستعدًا للذهاب إلى المدرسة وحده.
- متى يمكن السماح له بالذهاب إلى الدكان والشراء وحده؟
بين السبع والثماني سنوات يكون ذهاب الطفل للتسوّق وحده أمرًا جميلا ويشعره بالفخر والمسؤولية في آن واحد. فهو يفكّر ماذا سيفعل إذا لم يجد خبزًا مثلاً ، أو لم يكن لديه نقود كافية، وما إذا النقود التي بحوزته ستكفيه.
فالطفل يجد نفسه في موقف الراشدين. ولكي لا يشعر بالتوتر يجب ان يكون الطفل مستعدًا لذلك. لذا على الأم أن ترسل ابنها إلى الدكان الذي اعتادت الشراء منه وتعرف صاحبه جيدًا. فضلاً عن أن على الطفل أن يعرف الحساب ويعرف جيدًا الاختلاف بين النقود.
- متى يمكن إعطاء الطفل مصروف الجيب؟
بين السابعة والثامنة يبدأ الطفل بالمطالبة بنقود الجيب، وبإعطائه مصروف الجيب بشكل مستمر يتعلم كيف يدير نقوده وينظّم نشاطات خاصة به. لذا على الأم إعطاؤه مصروف الجيب أسبوعيًا أو عند بداية كل شهر.
وفي كلا الحالتين بعض الأطفال يصرفون نقودهم دفعة واحدة فيما آخرون يفضلون ادخارها. وعلى الأم ألا تربط مفهوم النقود بالعقاب أو بالمكافأة.
- متى على الأم أن تتخلّى عن مساعدة طفلها في الدخول إلى الحمام؟
بدءًا من سن السادسة على الطفل أن يكون قد تعلّم قواعد النظافة الشخصية خصوصًا في الحمام، لأنه يذهب إلى المدرسة و لا يجوز أن يرافقه أحد إلى حمام المدرسة.
لذا على الأم أن تعلّمه أصول النظافة الشخصية، بأن ترافقه إلى الحمام في البيت وتصرّ على أن يتولّى تنظيف نفسه بإعطائه الإرشادات لا أن تقوم هي بالعمل بدلاً منه.