بواسطة: فداء حلاوة
تعتبر تربية الأطفال من الأمور الأساسية التي تؤثر على حياتنا ولكن هل يمكن لإنجاب الأطفال وتربيتهم أن يؤثر فعلاً على شخصيتنا؟.
وهل يمكن لأطفالنا وتربيتنا لهم أن يؤثر علينا وأن تغير فينا الكثير من السمات؟.
الاهتمام بالمستقبل
تكون حياة معظم الناس فوضوية إلى حد ما قبل أن يكون لديهم أطفالاً ولا يدركون أن الحياة قصيرة ويظنون أنه لديهم الكثير من الوقت ليلهوا في هذه الحياة.
وبمجرد أن يصبح الشخص أباً (أو أماً) ولديه طفل ليربيه فإن نظرته إلى الحياة تختلف تماماً.
ويصبح للشخص هنا مسؤوليات جديدة أهمها أن ينشأ طفلاً غير محتاج لأحد من بعده.
والكثير من الرجال خاصة، وقبل أن يكون لديهم مسؤوليات التربية، كانوا يمضون معظم وقته أمام شاشة التلفزيون أو مع الأصدقاء إلا أن تربية الأطفال تعطيهم الشعور بضرورة الالتفات إلى معنى حياته ووجوده وماذا يريد فعلاً من هذه الدنيا.
التخلص من الخوف
في حين يمكن أن يقول الكثير من الناس إنهم يتمتعون بهذه السمة قبل تربيتهم لأولادهم إلا أنها في الواقع لا تصبح واضحة وحقيقية إلا بعد أن يقوم الشخص بتربية أطفاله.
إلا أن تربية الأطفال والتعامل معهم في كافة مراحلهم العمرية تعطي القوة فعلاً للوالد أو الوالدة الذين يلتزمون بمسألة التربية حقاً.
كما أن كلا الحالات السلبية والايجابية التي يمر بها الطفل، كحالات المرض فيما يتعلق بالحالات السلبية أو عندما يحقق أي نجاح، تعتبر من العوامل التي تدفع الأهل للمواجهة وبالتالي تزيل شعورهم بالخوف أو التردد.
تصبح اجتماعياً أكثر
تجعلنا التربية أكثر انفتاحاً على الآخرين وأكثر جرأة في التحدث مع الأشخاص الذين لم نعرفهم من قبل.
إن سنين التربية والتعامل مع الطفل وطريقة تربيته والتعامل مع أساتذته في المدرسة وحتى التعامل مع أصدقاء الطفل وأهل هؤلاء الأصدقاء يمكن أن يزيد لدى الأهل القدرة على التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
ويمكن للأطفال ولتربيتهم أن تكون محور الأحاديث ومواضيع عديدة مشتركة يمكن أن يتحدث فيها الأهل مع أشخاص آخرين لديهم أطفالاً بذات السن أو في ذات المدرسة التي يذهب إليها أطفالهم.
تنتقي الشبكة الاجتماعية الجيدة
يرى الخبراء أن الأطفال وتربيتهم يمكن أن يفرضوا وبطريقة غير مباشرة على الأهل انتقاء العلاقات الاجتماعية الجيدة، إذ أن البعض من الناس لا تكون شبكة علاقاتهم الاجتماعية جيدة ولكنهم عندما يصبح لديهم أطفالاً فإنهم وبشكل تلقائي يميلون إلى تحسين نوعية أصدقائهم.
وتضفي التربية على الأهل مسؤولية جديدة ويترجم جزء من هذه المسؤولية في تحسين شبكة الأصدقاء التي يمتلكها الشخص.
الرغبة في العمل بكد ونشاط
لا يدرك الشخص أنه قادر على تحمل العمل الشاق قبل أن يكون لديه أطفال ويربيهم.
وتستطيع الأم أن تتابع طفلها وهو يدرس وفي الوقت نفسه تقوم بأمور منزلية وفي الوقت نفسه أيضاً يمكن لها أن تطعم طفلها الآخر.
ولا تقتصر القدرات الجبارة على العمل الشاق على الأم فقط حيث أن الرجل أيضاً عندما يخوض تجربة التربية يصبح هو الآخر قادر على العمل بكد وبشكل شاق لم يكن يعرفها قبل تربية أطفاله.