بقلم:
سارة المشدّ.
عندما حملت في إبنتي الثانية بينما كان إبني الكبير عمره عام واحد، هاجمني الكثير من الناس بأراء ونصائح عن حملي. ولكن عندما حملت في إبنتي الثالثة بينما الأكبر عمرها سانتين ونصف، لن أستطيع وصف مما مررت به من تعليقات ونظرات وحتى همسات من وراء ظهري يزعمون أنهم يعرفون أكثر مني في إختياراتي في تنظيم أسرتي!
في الواقع، هذه نقطة مهمة جدا، فبينما أعلم أن بعض الأسر ضد فكرة تنظيم الأسرة لسبب أو لأخر، إلا أن أرى ضرورة أن تفكر الأسر في مستقبلها مثل عدد الأطفال الذين يودون إنجابهم والفروق العمرية بينهم.
تحدثت مع هويدة شرباش، خبيرة في علك النفس، عن فرق السن المطلوب بين الأطفال فقالت أنه يعتمد تماما على الأم وما تراه الأسرة مناسب لها. 'لا يوجد إجابة مثالية'، قالت ضاحكة، 'وإلا لما إستطعنا تفسير حال التوائم'.
فارق السن بين الأبناء ، سواء كبير أو صغير، له مزايا وعيوب. وعادة ، بإستثناء المفاجئات، يمكن للأسرة تنظيم المسافات بين أعمار الأبناء بإستخدام وسائل تنظيم الأسرة الحديثة.
الفروق الصغيرة في الأعمار
بينما الفروق في العمر سنة أو سنتين بين الأبناء تكون مرهقة للأم جسذيا، تشعر معظم الأمهات ذات الفروق الصغيرة في أعمار أبنائهن أن الأطفال يكبرون مرتبطين بصورة أفضل عن الأطفال ذو الفروق الكبيرة في العمر.
الفروق الصغيرة في العمر تعني أن الأطفال سيكون لهم نفس الأصدقاء، وحفلات أعياد ميلاد متشابهة والأنشطة الثقافية والإجتماعية متماثلة، مما يجعله أسهل على الأهل أن يسعدوا كل الأطفال في نفس الوقت. سيكون للأطفال في أعمار متقاربة في نفس مراحل التطور العقلي والجسدي، مما يمكن الأهل من التركيز على متطلبات المرحلة مثل مواعيد المدارس، الملابس، الأنشطة والإهتمامات...إلخ. وكما تقول إحدى الأمهات لأطفال أعمارهم متقاربة، 'نقوم بعمل كل شيء كفريق واحد كبير!'
من الجدير بالذكر أيضا، أن الأسر ذات أطفال متقاربة الأعمار، يقومون بعمل الأشياء المتعبة في فترة واحدة من حياتهم، فبالتالي يكون لديهم فرصة للراحة عندما يكبر الأبناء قليلا.
الفروق الكبيرة في الأعمار
بينما الفروقات الصغيرة في العمر لها مميزاتها، إلا أن بعض الأراء تؤيد الفروق التي تتراوح بين أربع إلى خمس سنوات أفضل. يرى بعض الأباء والأمهات أن الفروق الأكبر تمنح فرصة أفضل لقضاء وقت أطول مع والإستمتاع بكل طفل على حدى. فتستطيع الأسرة التركيز التام مع الطفل، خاصة في السنوات الأولى . بحيث يكون الطفل قادر على الإعتماد على نفسه قليلا قبل إنجاب طفل أخر.
الفرق الكبير بين أعمار الأطفال تتيح لهم أن يكبروا كأشخاص وليس كأعضاء في فريق. قد يكون ذلك محل خلاف، فيرى البعض أن الطفل يعتاد على مساحة كبيرة لنفسه فلا يتعامل بشكل جيد مع الأخوة.
هويدة شرباش، أم لثلاث أبناء بين كل منهم أربع سنوات فرق، تقول أن بينما بنتها الكبرى ذات طباع رقيقة وسهلة التعامل مع إخوتها إلا أن الأبن الأوسط والبنت الصغرى دائمي الخلاف والخناق. فبالنسبة للإبن
الأوسط، الطفل الصغيرة دائما مزعجة!
تقول هويدة أن ما تفعله هي وزوجها هو دائما وضع نفسهم في حالة ذهنية تساعدهم على التركيز مع كل سن على حدى فالكبيرة مراهقة والثاني في سن ما قبل المراهقة، وما أصعبه، والصغيرة مازالت طفلة في الصف الأول.
بينما ترى هويدة أن القيام بكل مراحل الأمومة كاملة لمدة ١٢ عام عملية صعبة مقارنة بالأمومة المكثفة على أعوام قليلة، إلا أنها لا ترى أنه كان بإمكانها القيام بواجبها بأي طريقة أخرى.
تنظيم الفرق بين أعمار الأطفال يعتمد بصورة أساسية على كيف ترغبين في تربيتهم وقدراتك على تلبية مطالبهم المختلفة، فالطلبات والإحتياجات لا تنتهي في جميع الحالات. الشيء الوحيد المؤكد هو أن يجب أن يكون هناك صورة ما من التنظيم، على الأقل ليستعد الأهل ويكونوا مهيئين نفسيا لما ينتظرهم من صعاب.