الصحابي شداد بن أمية الجهني ترجمته ومصاهرة أشراف الحجاز الطالبيين له
اسمه – ونسبه – وحديثه – وعقبه
[ بحث موثق من ملتقى جهينة التاريخي ]
• اسمه ونسبه :شداد بن أمية الذهلي الجهني، من بني ذهل بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة، من بني ذهل من بني عوف من جهينة، أحد الصحابة من جهينة، من أهل المدينة من الحجاز .
• ذكر أبنائه وكنيته وبيان فضله - رضي الله عنه :
قال الحافظ ابن حجر في الصحابة: شداد بن أمية الجهني، أبو عقبة، قال ابن مندة: شداد بن أمية الجهني، عداده في أهل الحجاز، وله صحبة . وقال أبو نعيم في كتاب معرفة الصحابة: شداد بن أمية الجهني أبو عقبة، حجازي، ذكر بعض المتأخرين أن له صحبة .
قلت: شداد ابن أمية صحابي جهني، وفد على النبي من جبال جهينة وأسلم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، يكنى بأبي عقبة، أنجب هذا الصحابي الشيخ الكبير رضي الله عنه عدد من الأبناء، منهم: عقبة بن شداد بن أمية الجهني أحد الصحابة رضوان الله عليهم؛ وهو الذي روى قصة وفادة أبيه وإسلامه، وأعقب كذلك: عبد الله بن شداد بن أمية الجهني؛ ولا أدري لعبد الله صحبة أم لا، لكن ذكره المدائي في كتاب وقعة الحرة، ورُويَّ أن المختار قتله بالمدينة أيام فتنة ابن الزبير، وأما عقبة بن شداد فـ صحابي ومحدث وراوي للأحاديث، تكاثرت ذريته ونما عقبه في بوادي جهينة وجبالها التي حول المدينة، وسنأتي على شيئا من ذكرهم .
• فضله وسنة وفاته – رضي الله عنه :
لم يصل إلينا شيئا من حديث له عن النبي صلى الله عليه وسلم، عدا عن قصة مجيئه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسجد النبوي وإهدائه العسل للنبي، والأسئلة التي سألها إياه رسول الله، وكان حين مجيئه للنبي وهو شيخ كبير في السن، وبدوي قد جاء من جبال جهينة القريبة من المدينة، وغالب ظني أنه وفد للإسلام بين يدي رسول الله ثم رجع بعد إسلامه إلى باديته في الجبال، ولم تذكر المصادر سنة قدومه للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا حتى سنة وفاته رضي الله عنه .
• ذكر أعقاب الصحابي شداد بن أمية الجهني ومنازلهم في بادية جهينة وجبالها :
أعقب شداد بن أمية الذهلي الجهني عدد من الأبناء، فمما وصل إلينا من أسماء آبنائه، عقبة بن شداد الجهني وبه يُكنى، وعبد الله بن شداد الجهني، وأما عقبة بن شداد فهو صحابي فيما أرجح، فقد روى عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حديثا، وروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حديثا، وروى عن أبية شداد بن أمية حديثا، وكان أبيه شداد حينما قدم للنبي شيخاً بلغ من العمر عتياً كما روى ذلك عنه أبنه عقبة بن شداد في حديثه الذي يرويه عن آبيه، وقد ضعف عقبة بن شداد الجهني العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير، وتبعه جمع من العلماء ممن أتى بعده، وضعفه الحافظ ابن حجر العسقلاني في التهذيب، وعده من أصحاب الطبقة السادسة !، وهذا وهم منه رحمه الله، فهو إما صحابي أو تابعي من كبار التابعين، وسكت عنه المزي ولم يعرف حاله، وضعفه الألباني وغيره، وهو كما أوضحنا الراجح أنه من الصحابة .
• وعقبة بن شداد الجهني، أعقب: سعيد بن عقبة، وأعقب سعيد بن عقبة، فاطمة بنت سعيد بن عقبة، وهي أم موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الطالبي، المدني، الهاشمي، القرشي, وموسى بن عبد الله توفي سنة: 256هـ، وكان قد عاش مع أمه فاطمة بنت سعيد بن عقبة بن شداد بن أمية الجهني، في بادية جهينة بموضع يقال له: سويقة الطالبيين، عند ماءٌ يعرف بعين سويقة بقرب جبال الأشعر والأجرد لجهينة، وهي الجبال التي وفد منها جد موسى لأمه شداد بن أمية الجهني إلى رسول الله، وأهداه عسلا من جبال جهينة، وما تزال القرية باقية آثارها وآسوارها وعيونها حتى يوم الناس هذا، وكان عبدالله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب قد صاهر سعيد بن عقبة بن شداد الجهني، وتزوج أبنته فاطمة بنت سعيد أم موسى، وكانت فاطمة محدثة راوية للأحاديث عن رسول الله، وكان أبوها شيخ له أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
• عقبة بن شداد بن أمية الذهلي الجهني، يكني بأبي سعيد، روى له أبو داود في سننه حديث عن صلة الرحم، وروى عن عقبة بن شداد عدد من الرواة منهم: عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، ويحيى بن سليم بن زيد مولى رسول الله، وعبيد الله بن موسى الطالبي، وعبد الله بن سلمة بن أسلم الربعي المري الجهني، وأعقب من الأولاد : شداد بن عقبة بن شداد بن أمية الذهلي الجهني، ويبدو أنه يكنى بأبي المجيب، وسعيد بن عقبة بن شداد بن أمية الجهني، وكان سعيد بن عقبة الجهني مصاهر لـ محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، المعروف بمحمد النفس الزكية، صريح قريش، المولود في المدينة سنة 100هـ، وكان قد خرج على خلافة أبي جعفر المنصور من سويقة ناحية جبل الأشعر من جبال جهينة، فخربها العباسيون وصرموها، فاصبحت خراب وآثر بعد عين، حتى رأى سعيد بن عقبة الجهني ضبع تخرج من بيت محمد بن عبد الله بن الحسن الطالبي فقال قصيدة يرثي حالها بعد تخريبها، ومطلعها :
إني مررت على دارٍ فأحزنني ...... لما مررت عليها منظر الدار
• وإبراهيم بن عبد الله الطالبي أخو محمد بن عبد الله النفس الزكية، وأعقب إبراهيم عقب كثير، يعرف عقبة اليوم فيما يظهر بـ بنو إبراهيم من جهينة، أحد عمائر جهينة الكبار القائمة الآن، وهم أشراف من آل البيت، وما تزال منازلهم في ينبع والمدينة وما حولها، وهم مخالطون لجهينة في بلادها، قال ابن سعد في كتاب الطبقات الكبرى، والطبري في كتاب التاريخ: وصبر نفر من جهينة يقال لهم: بنو شجاع، مع محمد بن عبد الله حتى قتلوا، وكان لهم غناء، قال الطبري: وحدثني عبد الله بن عمر بن حبيب من أهل ينبع، قال: لما أتيَّ أبو جعفر برؤوس بني شجاع، قال: هكذا فليكن الناس، طلبت محمداً فاشتمل هؤلاء عليه، ثم نقلوه وانتقلوا معه، ثم قاتلوا معه فصبروا حتى قتلوا . انتهى كلام الطبري، وكان ممن أيد محمد بن عبد الله الطالبي الإمام مالك إمام دار الهجرة .
• وكان سعيد بن عقبة الجهني شاعرا ومحدثا، وله قصيدة في وصف خراب سويقة عندما خربها بني العباس أيام النزاع مع الطالبيين، وقد تقدم ذكر مطلع القصيدة، وروى سعيد بن عقبة بن شداد بن أمية الجهني عن أبيه عقبة بن شداد الجهني، وروى عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وروى عن الشاعر كثير عزة، وروى عنه أبنه قيس بن سعيد الجهني، وروى عنه أبنته فاطمة بنت سعيد الجهنية، وروى عنه محمد بن إسماعيل بن جعفر الطالبي، وروى عنه عبد الله بن موسى الجون الطالبي، وروى عنه هارون بن موسى الفروي المدني مولى آل عثمان بن عفان، وروى عنه رقية بنت موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن الطالبي، وروى عنه إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر القرشي .
• أعقب سعيد بن عقبة الجهني ولدين، هما : قيس بن سعيد بن عقبة بن شداد بن أمية الذهلي الجهني، وفاطمة بنت سعيد بن عقبة بن شداد بن أمية الجهنية، روى قيس بن سعيد، عن أبية سعيد بن عقبة، وروى عن قيس بن سعيد الجهني: ابن أخته محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الطالبي، وكان قيس بن سعيد خال لمحمد بن إسماعيل الطالبي، فأم محمد بن إسماعيل هي رقية بنت موسى بن عبد الله بن الحسن الطالبي، وأم موسى هي فاطمة بنت سعيد الجهني، وكان محمد بن إسماعيل الطالبي شاعرا وراوياً للأحاديث وفيه ضعف، وكان مسكنه فيما بين سويقة وبطحاء السيالة وحزرة منازل معروفةً من وادي الصفراء كانت للطالبيين من أرض جهينة، وروى عن سعيد بن عقبة الجهني نسابة الطالبيين يحيى بن الحسين العقيقي الطالبي، صاحب كتاب المعقبين من ولد أبي طالب، المتوفى سنة 277هـ .
• وأما فاطمة بنت سعيد بن عقبة بن شداد بن أمية الذهلي الجهني، فجهنية محدثة عابدة، وتكنى بأم موسى، وتروي أحاديث عن جدها عقبة بن شداد الجهني، وأنجبت: موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، وكان مسكن موسى ببطحاء سويقة قرب منازل خؤولتهُ من جهينة، وكان جده موسى الجون ينزل عباثر بأرض جهينة، وله فيها آبار وعيون ونخل، وروى عن فاطمة بنت سعيد الجهنية أبنها موسى بعض الأحاديث، وأنجب موسى عدد من الأولاد، ويكنى أبا عمر، ويعرف عقبه ببني موسى الطالبيين، وكانت لهم إمارة في الحجاز وينبع وغيرها، ومنهم الآن ملوك الأردن الحاليين من نسل محمد ابن موسى هذا على قولهم، وبني قتادة بالحجاز من عقب أبنه محمد أيضا، وتوفي موسى بن عبد الله بسويقة الطالبيين في المدينة بقرب جبال جهينة، وذلكـ في خلافة المهتدي سنة256هـ، وكان محدثاً صالحا راوياً للأحاديث رحمه الله تعالى
والله تعالى أعلم
ملتقى جهينة التاريخي - المدينة النبوية